سؤال وجواب

موضوع تعبير .. الصدق عز حتى ولو كان فيه ماتكره .. والكذب ذل حتى ولو كان فيه ماتحب

المحتويات

الصدق عز حتى ولو كان فيه ماتكره.. والكذب ذل حتى ولو كان فيه ماتحب

من أجلّ الأخلاق الكريمة الحميدة، التي تدل دلالة واضحة على كمال الإيمان، وشرف الإنسان، والجالبة لجميل الثناء، وحسن الإطراء، خلق وفضيلة الصدق، الذي أمر الله به، وحث المؤمنين على التزامه في أنفسهم، وعلى أن يكونوا مع الصادقين في جماعتهم، فقال جل ثناؤه:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، لأنه لا يقوم في التصور، أن يكون هناك صادق مع جماعة كاذبين، أو أن يكون هناك كاذبٌ مع جماعة صادقين، مما تقتضيه العقول السليمة، والطبائع القويمة، وهذا معنى قوله تعالى:(وكونوا مع الصادقين).

وحضّ رسول الله عليه الصلاة والسلام، على الصدق

فقال:(عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإنّ البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجلُ يصدُق ويتحرّى الصدق حتى يُكتبَ عند الله صدّيقاً)، فكما ترى في الحديث، من أن الصدق هو الطريق الهادي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة ومن دأب على الصدق، وتوخّاه وعَمَده، كُتب عند الله صدّيقا، والله جل وعلا يقول:(ومن يطع اللهَ والرسولَ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا).


والصدق هو أبرز خلق من أخلاق الأنبياء والصالحين،

به عُرف واشتهر نبينا عليه الصلاة والسلام، قبل البعثة، فلقبوه بالصادق الأمين، ونستطيع أن نقول إن الصدق والأمانة هما شيءٌ واحدٌ باسمين مختلفين، إن وُجد الصدق في الإنسان، فلا بد أن توجد فيه الأمانة، والعكس كذلك صحيح، فهما صفتان متلازمتان مرتبطتان معاً، كظهر وبطن الكف الواحدة، وكذلك تماماً الكذب والخيانة.

الصدق الذي وصف الله به عباده المؤمنين المتقين، في غير آية، فقال تعالى، ذاكراً جملة من أعظم وأجل صفات المؤمنين:(الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار).

الصدق الذي هو دليلٌ على شرف النفس ونزاهتها، وعلى علو مكانتها وكرامتها، وسبيل كل من نَشَد العز والمجد، وملجأ كل من رام الفخر والسُّؤدد، تحض عليه مكارم الشمائل، ويرغّب فيه حب الاشتهار بالفضائل، ويدفع إليه خوف معرّة الرذائل، وهو خلق ثابتٌ راسخٌ في كرام الناس وسادتهم، إذ كل شريف عفيف، يستقبح الكذب، ويبرِّئ منه عِرضه، قال الشاعر:الصدق عزٌ فلا تَعْدل عن الصدقِ واحذر من الكذبِ المذمومِ في الخُلُقِ وقال آخر:

عليك بالصدق في كلِّ الأمورِ ولا تكذب فأقبحُ ما يُزري بك الكذبُ روي عن أبي سفيان صخر بن حرب، سيد قريش رضي الله عنه، في حديثه الطويل في قصة هرقل قيصر الروم، وكان أبو سفيان لّما يدخل في الإسلام بعد، ومع ذلك صدق في كل كلمة قالها لهرقل، جواباً عن أسئلته، وقال:(لولا أنّ الحياءَ

من أن يأثِروا عليّ كذِباً لكذبْتُ عنه)، كان هذا منه وهو ما زال على الكفر والشرك والعداء للنبي عليه الصلاة والسلام، ولكن كما قال هو نفسُه:(لولا

الحياء)، الحياء الذي يحفظ المرء من السقوط والتسفّل والتردي، وتسلم المروءة وتبقى ببقائه، وكيف لا وقد جاء في الحديث الشريف:(إنّ الحياءَ

من الإيمان)، وفي حديثٍ آخر:(الحياءُ كلُّه خير).

وكان مما سأله هرقل: فماذا يأمركم؟- أي النبي عليه الصلاة والسلام- قال أبو سفيان: قلت: يقول:(اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً،

واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة).

                     
السابق
ما اسم خازن الجنة _____ ؟
التالي
من القائل النهر يحفر مجراه

اترك تعليقاً