سؤال وجواب

اولا يرون انهم يفتنون .. ما تفسير آية ” أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون “

تفسير الآية 126 سورة التوبة : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون )

ننقل لكم قراء موقع فيرال تفسير اسلام ويب للآية الكريمة ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ( 126 ) ) وقد أختلفت القراءة في قوله ( أولا يرون ) فقرأته عامة قرأة الأمصار : ( أولا يرون ) بالياء ، بمعنى : أولا يرى هؤلاء الذين في قلوبهم مرض النفاق ؟
وقرأ ذلك حمزة : ” أولا ترون ” بالتاء ، بمعنى : أولا ترون أنتم – أيها المؤمنون – أنهم يفتنون ؟

قال أبو جعفر : والصواب عندنا من القراءة في ذلك الياء ، على وجه التوبيخ من الله لهم ؛ لإجماع الحجة من قرأة الأمصار عليه ، وصحة معناه .


فتأويل الكلام إذا : أولا يرى هؤلاء المنافقون أن الله يختبرهم في كل عام مرة أو مرتين ، بمعنى أنه يختبرهم في بعض الأعوام مرة ، وفي بعضها مرتين ( ثم لا يتوبون ) يقول : ثم هم – مع البلاء الذي يحل بهم من الله والاختبار الذي يعرض لهم – لا ينيبون من نفاقهم ، ولا يتوبون من كفرهم ، ولا هم يتذكرون بما يرون من حجج الله ويعاينون من آياته ، فيتعظوا بها ، ولكنهم مصرون على نفاقهم .

واختلف أهل التأويل في معنى ” الفتنة ” التي ذكر الله في هذا الموضع أن هؤلاء المنافقين يفتنون بها .

فقال بعضهم : ذلك اختبار الله إياهم بالقحط والشدة .

ذكر من قال ذلك : [ ص: 580 ] 17490 – حدثنا ابن وكيع ، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) قال : بالسنة والجوع .

17491 – حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( يفتنون ) قال : يبتلون ( في كل عام مرة أو مرتين ) قال : بالسنة والجوع .

17492 – حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) قال : يبتلون بالعذاب في كل عام مرة أو مرتين .

17493 – حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله : ( يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) قال : بالسنة والجوع .

وقال آخرون : بل معناه : أنهم يختبرون بالغزو والجهاد .

ذكر من قال ذلك ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون )

17494 – حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) قال : يبتلون بالغزو في سبيل الله في كل عام مرة أو مرتين .

17495 – حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الحسن مثله .

وقال آخرون : بل معناه : أنهم يختبرون بما يشيع المشركون من الأكاذيب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ، فيفتتن بذلك الذين في قلوبهم مرض . [ ص: 581 ] ذكر من قال ذلك :

17496 – حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا شريك ، عن جابر‌‌‌‌ ، عن أبي الضحى ، عن حذيفة : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) قال : كنا نسمع في كل عام كذبة أو كذبتين ، فيضل بها فئام من الناس كثير .

17497 – حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن شريك ، عن جابر ، عن أبي الضحى ، عن حذيفة ، قال : كان لهم في كل عام كذبة أو كذبتان .

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال : إن الله عجب عباده المؤمنين من هؤلاء المنافقين ، ووبخ المنافقين في أنفسهم بقلة تذكرهم ، وسوء تنبههم لمواعظ الله التي يعظهم بها . وجائز أن تكون تلك المواعظ الشدائد التي ينزلها بهم من الجوع والقحط ، وجائز أن تكون ما يريهم من نصرة رسوله على أهل الكفر به ، ويرزقه من إظهار كلمته على كلمتهم ، وجائز أن تكون ما يظهر للمسلمين من نفاقهم وخبث سرائرهم بركونهم إلى ما يسمعون من أراجيف المشركين برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ، ولا خبر يوجب صحة بعض ذلك دون بعض من الوجه الذي يجب التسليم له . ولا قول في ذلك أولى بالصواب من التسليم لظاهر قول الله وهو : أولا يرون أنهم يختبرون في كل عام مرة أو مرتين ، بما يكون زاجرا لهم ، ثم لا ينزجرون ولا يتعظون ؟

                     
السابق
لم سميت الخمر خمرًا وما حكمها ثالث متوسط ف2
التالي
ما الذي يولد الموجات؟ تمت الاجابة عليه

اترك تعليقاً