سؤال وجواب

هل الانسان حر ام مقيد مقالة استقصاء بالوضع

هل الانسان حر ام مقيد مقالة استقصاء بالوضع

إذا كان الإنسان هو الكائن العاقل والذي يسعى دائما إلى فهم ذاته وما يحيط بها ويحاول إدراك ما حوله للوصول إلى حريته، وهي من الموضوعات التي يهدف إلى اكتسابها والتمتع بها، ولهذا اختلف الفلاسفة حول حرية الإنسان بين القائل أنه حر حرية مطلقة والقائل بأنه مقيد.

يقول أحد الفلاسفة ” أعطيني حلا لمشكلة الحرية أعطيك حلا لكل المشاكل الفلسفية ” إذا فربما هذه المقولة أكبر دليل يدفعنا إلى القول بأن الحرية من أعقد و أقدم المشكلات الفلسفية فهي لها صلة مباشرة بما وراء الطبيعة ولقد شاع بين بعض الفلاسفة من أنصار الحتمية أنه لا مجال للحديث عن الحرية في عالم تحكمه مجموعة من الحتميات الصارمة إلا أن هناك من يعتقد عكس ذلك وهم فريق أنصار التحرر الذين يروا أن التسليم بوجود الحتميات و إدراكها شرط لممارسة الحرية فإلى أي مدى يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ؟ وهل يمكن إثباتها بحجج ؟ وبالتالي الأخذ برأي مناصريها ؟

هل الانسان حر ام مقيد الاستقصاء بالوضع؟

إن الحرية هي القدرة على تجاوز كل إكراه داخلي متمثل في الضغط النفسي أو خارجي متمثل في قوانين المجتمع أو قوانين أخرى ، أو هي قدرة الإنسان على فعل ما يشاء . لكن إذا كان اتفاق الدارسين واردا حول ضبط المفهوم فإن اختلافهم قد سجل حول  حقيقة الأفعال بين الاختيار والقيد ، حيث أكد البعض منهم على وجود الحرية المطلقة انطلاقا من إيمانهم بضرورة وجودها ما دامت شرطا للمسؤولية  ، في حين أكد البعض الآخر أن أكبر وهم يعيشه الفرد هو الاعتقاد بأنه حر. لذا فهل الإنسان مسير مجبر  أم مخير حر ؟

الجواب : حر


فالإنسان حر حرية مطلقة، لأن شعوره يثبت ذلك، فلا يمكن لأي كان أن يشعر بوجود شيء لا وجود له وهذا ما أكده المفكر الفرنسي روني ديكارت، حيث أشار أن الحرية إدراك لا برهان ، ولا أحد يستطيع إثباتها أكثر من الشعور بها. ويذهب بوسوي نفس المذهب فيقول:”كلما أبحث في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليس قوة غير إرادتي…ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي”. تجربة الشعور وجدت قديما في الفكر الإسلامي، إذ قال المعتزلة: ” يحس الإنسان من نفسه وقوع الفعل حسب الدواعي والصوارف ، فإن أراد الحركة تحرك وإن أراد السكون سكن ، ومن أنكر ذلك فقد جحد الضرورة. ” الإنسان يمتلك القدرة على الاختيار، لأن اختياره هو منطلق لمسؤوليته. هذه الرؤية تبدأ من عظمة خالق الكون وتنتهي في استنتاج المعتزلة. فالخالق هو العدل الذي حرم الظلم على نفسه، خلق الإنسان ، منحه القدرة على التمييز، ثم منحه القدرة على الاختيار ليحاسبه في حدود اختياره. هذا المبدأ جعل المعتزلة يستنتجون انعدام القيد في حياة العباد. فيرال غياب القيد تجلت قديما في فكر أفلاطون حيث عرض أسطورة الجندي “آر” المؤكدة أن الإنسان وجد حرا ليكون مسؤولا،  وفي ذلك يقول ” إن البشر يخطئون حين يتهمون القضاء والقدر ويغفلون عن نتائج أفعالهم، في حين إن الله بريء وهم المسؤولون عن اختيارهم الحر”.الإنسان ليس مقيدا، لأن القانون الدولي صرح بحريته الفطرية، حيث احتوى البيان الأول لمنظمة حقوق الإنسان والصادر بتاريخ 10 ديسمبر 1948، احتوى النص الآتي: يولد الناس جميعهم أحرارا وقد وهبوا عقولا وضمائر، لذا ينبغي أن يعامل بعضهم البعض بروح الإخاء”. الحرية مطلب طبيعي يتماشى مع ميلاد الإنسان، هذه الفيرال تجلت في مخاطبة عمر بن الخطاب لولي مصر عمر بن العاص، حيث قال الفاروق:” متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.

الحرية ملازمة لوجود الإنسان، لأنه هو الوحيد الذي يمتلك وجودا سابقا عن الماهية، هو الوحيد الذي يولد أولا ثم يختار من يكون. هذه الفيرال تمثل العصب الرئيسي في الفلسفة الوجودية حيث أكد جون بول  سارتر أن الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا، وإنما ليس ثمة فرق بين وجوده كإنسان ووجوده حرا .  والحرية تتجلى من خلال الاختيار إذ يقول: ” ليس على الإنسان إلا أن يختار، حتى وإن اختار عدم الاختيار”. ويقول أيضا : “لسنا أحرارا فقط بل حكم علينا بالحرية”.

                     
السابق
كم عمر دحومي 999 ويكيبيديا
التالي
ما معنى جنم بينم ؟

اترك تعليقاً