منوعات

من عادى ولياً فإنه قد أصبح عدوا ًلله . صواب خطأ.؟

المحتويات

من عادى ولياً فإنه قد أصبح عدوا ًلله . صواب خطأ.؟

يبقى الطلاب المحور الأوَّل في المسيرة التعليمية ، وكل شيء في موسوعتنا مسخّر لخدمته في سبيل تقدم الرحلة التعليمية والآن نجيب لكم على سؤال مهم ضمن اسئلة صواب او خطأ ، فهل من عادى ولياً فإنه قد أصبح عدوا ًلله . صواب خطأ.؟؟

من عادى ولياً فإنه قد أصبح عدوا ًلله . صواب خطأ.؟

فعن أبي هريرة  قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش  بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه[1].

وهذا الحديث الذي يرويه النبي ﷺ عن ربه يقول: قال الله تعالى هو نوع من الأحاديث معروف يقال لها: الأحاديث القدسية، فهي منسوبة إلى الله -تبارك وتعالى- لفظاً ومعنى، إلا أن الفرق بينها وبين القرآن أن القرآن معجز، ويراد به التحدي، ونحن متعبدون بتلاوته، وقد تكفل الله بحفظه، ولا يجوز روايته بالمعنى، وأما الأحاديث القدسية فهي وإن كانت ألفاظها من الله وكذا معانيها إلا أنها ليست بمعجزة، ولا يراد بها التحدي، ويجوز روايتها بالمعنى، ولم نُتعبد بتلاوتها، بمعنى ليس كل حرف منها بحسنة كما جاء في الحديث لا أقول الم حرف، الأحاديث القدسية ليست كذلك.


فهذا من الأحاديث القدسية المنسوبة لله -تبارك وتعالى، قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، أصل العداوة: أن يكون أحد المتعاديين -يعني هي تكون بين اثنين فأكثر، بين طرفين- في عدوة والآخر في عدوة، كما يقال في المحادّة: يكون كأن هذا في حد والآخر في حد، هذا أصل معناها.

المعاداة: أن يكون مبغضاً له، أن يؤذيه، أن يقع في عرضه، أن يشمت به، أن يحاربه بأي لون من المحاربة، هذا كله داخل في المعاداة.

من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وأولياء الله  شرْحُهم أو المراد بهم لا يحتاج إلى تكلف أو إلى كلام كثير، وإنما بينه الله -تبارك وتعالى- بقوله: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، من هم؟ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يونس:63]، فعلى قدر ما للعبد من الإيمان والتقوى يكون نصيبه من ولاية الله -تبارك وتعالى، فكلما كان العبد أكثر تحقيقاً للإيمان، وأكثر تقى كلما كانت ولايته لله  أعظم، فإنْ نقص نُقص من ولايته بحسب ذلك.

فقد آذنته بالحرب أي: أعلمته بالحرب، فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء [الأنبياء:109]، أي: أعلمتكم على سواء، فالإيذان هنا بمعنى الإعلام، و”قد” تدل على التحقيق، وهذا يدل على أن محبة أولياء الله  وهم أهل الإيمان والتقوى مطلوبة، وأن الذين يعادونهم ويبغضونهم إنما يجنون على أنفسهم، ويتسببون بمعاداة الله  لهم، وإعلانه الحرب عليهم، ومن أعلن الله -تبارك وتعالى- الحرب عليه فلا تسأل عن حاله، وعن كثرة عثراته، وعن كثرة فشله، ونكوله عن كل مطلوب من المطالب العالية، ويكفيه شيء واحد: وهو أن يكون شغله ودأبه في لسانه، وحاله، وبذله، ونفقاته، وخطواته، وسمعه، وما إلى ذلك فيما يباعده من الله   ويوقعه في سخطه، فيشتري بذلك منزلاً في النار، يشغله بما يضره فيكون سعيه وكده في تحصيل الدركات في نار جهنم، وأي خذلان للعبد أعظم من هذا؟

الإنسان بحاجة إلى ألطاف الله، وتوفيقه، وتسديده، وهداياته، ورحمته، فإذا خذله الله  يصير إنفاقه -بدلاً من أن يحصّل به الحسنات- فيما يسخط الله ، كلامه، كتابته، مقالاته، شغله، وبذله وإنفاق الملايين، ينشئ قنوات فاسدة، يكون مُخرجاً فاسداً، يكون ذكاؤه وكل تفكيره وما إلى ذلك فيما يضره.

هذا خذلان عظيم جداً لا يشعر به الإنسان، وقد مثلت لكم في بعض المناسبات لحال المخذولين بمثال القط الذي يلعق المِبْرد عند الجزار، فالمبرد فيه بقايا لحم ودم من الذبيحة، فيأتي القط ويلعقه ويستلذه، ثم ما يلبث أن يذهب هذا الدم واللحم الذي على المبرد، فيتشقق لسان هذا القط، ويسيل على المبرد، فما يزال يلعقه وهو يظن أنه من بقايا اللحم السابق حتى يسقط بجانبه، هكذا الإنسان حينما يكون غافلاً عما هو بصدده، وعما ينفعه، وعما ينجيه ويقربه إلى الله -جل جلاله.

قوله: وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وهذه قضية مهمة جداً، نحتاج إلى التبصر بها، اليوم تجد كثيراً من الناس يسألون هل في الحلي المستعمل زكاة، أو ما فيه زكاة؟

ويجادلون -وهم قد لا يفقهون النصوص أصلاً- لماذا يكون فيها زكاة؟ نحن نلبسها، نحن نستعملها.

أنتم على طول السنة لا تتصدقون ولا بريال واحد، كم زكاة هذا الحلي الذي عندكم؟ أحياناً لو سألتهم ما يصل إلى خمسمائة ريال، طول السنة بكم تتصدق؟ ما تتصدق؟!

لربما بالوقت نفسه في رمضان يسألك ويجادلك في زكاة الحلي، وفي الوقت نفسه يتصدق بأضعاف هذا من باب الصدقات، وتفطير الصائم.

الزكاة أثقل في الميزان من الصدقة، وهذه القضية يأبى كثير من الناس أن يفهمها، وإن فهمها يأبى أن يعقلها، وإن عقلها يأبى أن ينقاد لها.

مثل ما يقال تماماً في صلاة النساء في المساجد، تقول لها: صلاتك في الفندق أفضل من مائة ألف صلاة، أفضل من صلاتك عند الحجر الأسود في الكعبة، التراويح وغير التراويح، وتفهِّمها وتأتي لها بالأدلة كلها، ثم إذا فهمتْ هذا كله رجعت بكل برود قالت: لماذا أتينا هنا إذاً؟

ثم تعيد الأدلة نفسها، وتفهمهما، وتشرح لها أنه ما في داعٍ لمزاحمة الرجال في صلاة الجمعة عند أبواب الحرم، والله كفاكم، وأحياناً مسافة بعيدة تمشيها، والمرأة فتنة، وإذا خرجت استشرفها الشيطان، وتفهمها، وتشرح لها أن صلاتك هنا أفضل، وتطرح لها الأدلة، ثم تقول: لماذا أتينا هنا؟

الناس كثيراً ما يجادلون، ولربما قصر الإنسان أيضاً في حقوق واجبة، في نفقة الزوجات، في نفقة الأولاد، في نفقات الأجراء والعمال المنظفين الذين عنده –الخدم، ويماطل، ولربما يظل شهوراً ما يعطيهم، ووراءهم أسر فقيرة هالكة، ما عندهم شيء، باعوا أبقارهم حتى يأتوا، وباعوا كل ما وراءهم، ويحاسبهم محاسبة دقيقة، لربما راتب هذا الخادم أربعمائة ريال، أربعمائة ريال ماذا تفعل؟

أفضل اجابة : من عادى ولياً فإنه قد أصبح عدوا ًلله . صواب خطأ.؟

  • صواب
                     
السابق
يعد الموطأ من الكتب التي صنفت.؟
التالي
نسبة اللافقاريات 97 من عالم الحيوان بينما الفقاريات 3 فقط

اترك تعليقاً