سؤال وجواب

ما هي العبادة التي لا يفعلها اثنان معا ( الإجابة )

المحتويات

ما هي العبادة التي لا يمكن أن يقوم بها أكثر من شخص في وقت واحد

نشارككم اليوم بإجابة سؤال ديني مهم ويبحث عنه كثير من الجمهور العربي فما هي العبادة التي لا يفعلها اثنان معاً ، فكثير من العبادات قد يصادف أن يفعلها غيرك في نفس الوقت وبنفس الهيئة بجوارك أو في مكان آخر من العالم قد لا تعرفه، ولكن هناك عبادة وحيدة إذا فعلتها تكون أن الوحيد على وجه الأرض الذي فعلها حينها.

تلك العبادة حثنا عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ما استطعنا آدائها، وقد فعلنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكى حينها وقال لصاحبه سيدنا عمر بن الخطاب: “يا عمر ها هنا تسكب العبرات”.


إنها عبادة تقبيل الحجر الأسود .. الذي أقسم الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فقال: “والله ليبعثنَّه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسانٌ ينطق به، يشهد على من استلمه بحقٍّ”.

والحجر الأسود أصله من الجنة وسيعود إليها وقد كان أبيض اللون ولكن سودته خطايا بني آدم، فقد جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ”.

وقد ورد في الحديث الشريف أن “الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه فكأنما صافح الله”، ولذا يسن تقبيله ولمسه لمن يطوف حول الكعبة المشرفة بل وسكب العبرات والدموع، فقد روى عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال “استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يقبله ويبكي طويلا، ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات”.

وروى نافع قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده، ثم قبل يده وقال: “ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله”.

ما العبادة التي لا يستطيع ان يفعلها اثنان في وقت واحد

الجواب : تقبيل الحجر الأسود

ولا شكّ أنّ الحجر الأسود يُعدّ أشرف حجرٍ في الدنيا، فهو حجرٌ من حجارة الجنّة، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الحجرُ الأسوَدُ من حجارةِ الجنَّةِ وما في الأرضِ من الجنَّةِ غيرُه )،[١] وهو أعظم جزءٍ في البيت الحرام كلّه، ويقع في الجهة الشرقية من الركن اليماني الثاني، على ارتفاع مترٍ ونصف المتر عن أرض الحرم، وهو عبارة عن خمسة عشر قطعة مختلفة الحجم، ثمانيةٌ منها ظاهرة للعيّان، وسبعةٌ مغطاة بمعجونٍ مصنوعٍ من الشمع، والمسك، والعنبر، ومن الجدير بالذكر أنّ الحجر الأسود مرّ بالكثير من الأحداث، حيث تمّ استخراجه من مكانه على يد عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي، ومن ثمّ دفنه في بئر زمزم، وكان ذلك في الجاهلية، وبالتحديد عندما أخرجت قبيلة خزاعة قبيلة جرهم من مكة المكرمة، ولكن شائت الأقدار أن تشهد أحد نساء خزاعة دفن الحجر، فأخبرت قومها بمكانه، فأعادوه إلى الى الكعبة المشرفة، ومن الأحداث التي سجّلها التاريخ تصدي خويلد؛ والد أمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها، لتبع عندما أراد نقل الحجر الأسود إلى اليمن، فقام برفقةٍ من رجال قريش بالدفاع عن الحجر الأسود، وابقوه في مكانه، كما قال ابن الأثير: (وهو ـخويلدـ الذي نازع تبعاً حين أراد أخذ الحجر الأسود إلى اليمن، فقام في ذلك الوقت خويلد، وقام معه جماعة من قريش، ثمّ رأى تبع في منامه ما روّعه، فنزع عن ذلك، وترك الحجر الأسود في مكانه)، وفي عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- حدث حريق أثّر على أساس الكعبة، فأعادت قريش بناءها، ولكنّهم اختلفوا في وضع الحجر الأسود في مكانه، ثمّ تحاكموا إلى محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فحكم بينهم، ووضع الحجر الأسود في مكانه، واستقرّ فيه بفضل حكمته، ولعلّ أشدّ ما مرّ به الحجر الأسود من أحداثٍ كان ما فعله القرامطة في عام ثلاث مئةٍ وثمانية عشر للهجرة، حيث غزا أبو الطاهر القرمطي مكة المكرمة والقطيف واحتلّها، ثمّ نهب الحجر الأسود، ونقله إلى بيتٍ كبيرٍ في قرية الجشّ، ثمّ أمر الناس بالحجّ إلى ذلك البيت، ولكنّ أهل القطيف رفضوا ذلك، فقام بقتل الكثير منهم، ونقل الحجر الأسود إلى الكوفة، إلى أن قام الأمير التركي بجكم بدفع خمسين ألف ديناراً، واستعاد الحجر الأسود.

حكم تقبيل الحجر الأسود

ذهب جمهور العلماء إلى القول بمشروعية تقبيل الحجر الأسود خلال الطواف، واستدلّوا بالأثر الذي رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث إنّه قبّل الحجر الأسود، ثمّ قال: (إنّي أعلَمُ أنك حجَرٌ، لا تضُرُّ ولا تنفَعُ، ولولا أنّي رأيتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُقَبِّلُك ما قبَّلتُك)، وقد علّق الإمام النووي في شرحه للحديث السابق بأن حكم تقبيل الحجر الأسود هو الاستحباب بعد الطواف، وكذلك يُستحبّ السجود على الحجر الأسود بوضع الجبهة عليه، فيستحبّ استقبال الحجر ثمّ تقبيله، ثمّ وضع الجبهة عليه، وهذا مذهب الجمهور، وهو رأي عمر بن الخطاب، وابن عباس، والشافعيّ، وأحمد بن حنبل، وطاووس، وقد قال العديد من العلماء بجواز تقبيل الحجر الأسود من غير طوافٍ، وهم بعض علماء المالكية، كما ذُكر في الفواكه الدواني: (ولا بأس بتقبيله بغير طوافٍ؛ ولكن ليس ذلك من شأن الناس)، وقد استدلّوا على ذلك بما رُوي في مصنف ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه، أنّه كان لا يخرج من المسجد حتى يستقبل الحجر الأسود، سواءً كان في طوافٍ أو غير طوافٍ،[٤] ولا بُدّ من الإشارة إلى إمكانية مسّ الحجر الأسود باليد إذا لم يتسنَ تقبيله، وكذلك يجوز مسّه بشيءٍ في اليد؛ كالعصا مثلاً، فإن لم يُتاح الاقتراب من الحجر الأسود بسبب الزُحام فتكفي الإشارة إليه من بعيدٍ، والتكبير، والدليل على ذلك فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما تزاحم عليه الناس ليسألونه، فركب الجمل، وطاف عليه، وكان كلّما استقبل الحجر الأسود أشار إليه بيده وكبّر، بالإضافة إلى أنّ مسّ الحجر الأسود وتقبيله، ليس من واجبات الطواف، ولا شروطه، وإنّما يُعتبر من سننه، وإيذاء النفس والناس بمزاحمتهم للوصول إلى الحجر الأسود محذور، فلا يصحّ فعل المحذور لأداء السنة، ويُستفاد من الحديث السابق عدم مشروعية مزاحمة الناس من أجل تقبيل الحجر الأسود.

                     
السابق
كم عدد امهات المؤمنين
التالي
ضمير رفع متصل ، كيف اميز بين الضمائر واستخرج من القطعة ؟

اترك تعليقاً