منوعات

ما معنى الحرية

المحتويات

ما معنى الحرية

الحرية هي إمكانية الفرد دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على اتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. مفهوم الحرية يعين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما. والحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما

لغة الحرية

في اللغة، الحريّة هي مصدر صناعي، مركّب من الصفة المشبّهة “حُرّ”، ومن اللاحقة المصدرية (الياء المشددة والتاءالمربوطة) “يّة”، ثم بعد تركيب هذا الاسم، تحوّل من صفة إلى اسم جامد،[1] وحريّة الشعب هي سيادته على نفسه، وحرية التجوّل والتعبير والاعتقاد هي حق الإنسان في اختيار ما يريد وفقاً لاقتناعه واعتقاده. [2]


تاريخ الحرية السياسية

يعود أصل المفهوم الحديث للحرية السياسة للأفكار الإغريقية عن الحرية والعبودية،[3] فحتى يكون المرء حراً، حسب الإغريق، كان يجب ألا يحكمه سيّد، وأن يعيش كما يريد،[4] ويرتبط هذا المفهوم بشكل وثيق مع مفهوم الديموقراطية عند أرسطو:

«يُعتبر ذلك أحد سمات الحرية التي يؤكد جميع الديموقراطيين على كونها من مبادئ دولتهم، بالإضافة إلى أن المرء ينبغي له أن يعيش كما يشاء، أما العكس فيكون علامة على العبودية، وتُعتبر هذه السمة الثانية للديموقراطية، من حيث تعلو المطالبة بالاستقلال عن حكم أي أحد إن أمكن، وإلًا فأن يَحكم الفرد ويُحكم بالتناوب، وبالتالي تساهم هذه السمة في الحرية المبنية على المساواة.[5]»

علماً أنّ ما سبق كان قد طُبّق على الرجال الأحرار فقط، ففي أثينا على سبيل المثال، لم تمتلك النساء حق الاقتراع أو شغل منصب ما، وكنّ معتمدات قانونياً واجتماعياً على النسيب الذكر.[6]

وتمتّع سكان الإمبراطورية الفارسية ببعض درجات الحرية، إذ أُعطِي المواطنون من جميع الأديان والمجموعات العرقية الحقوق والحرية الدينية نفسها، كما امتلكت النساء ذات حقوق الرجال، وأُلغيت العبودية (عام 550 قبل الميلاد)، وبُنيت جميع قصور ملوك بلاد فارس بجهود عمّال مأجورين، في عصر قام به العبيد عادةً بهكذا أعمال.[7]

وفي الإمبراطورية الماورية البوذية في الهند القديمة، امتلك المواطنون المنتمون لمختلف الأديان والمجموعات العرقية بعض الحقوق في الحرية، والتسامح والمساواة، ويمكن العثور على الحاجة للتسامح على أساس مساواتي في مراسيم أشوكا، والتي تؤكد على أهمية التسامح في سياسة الحكومة العامة، كما يبدو أن أشوكا قد أدان قتل أسرى الحرب أو القبض عليهم،[8] كما لم يتم العثور على دليل ملحوظ يشير إلى وجود العبودية في الإمبراطورية الماورية،[9] ولكن، وحسب هيرمان كولكه وديتمار روتيرموند، يبدو أن أوامر أشوكا قد قوبلت بالمقاومة منذ البداية.[10]

كما اشتمل القانون الروماني بعض أشكال الحرية المحدودة، حتى تحت حكم الأباطرة الرومانيين، لكن تلك الحريات كانت قد مُنحت للمواطنين الرومانيين فقط، وقد صمد العديد منها خلال العصور الوسطى، بيد أنها كانت من نصيب طبقة النبلاء حصراً، فلم يتمتع بها المشاع، إذ كان على فيرال الحريات العالمية وغير القابلة للتصرف الانتظار حتى عصر التنوير.

بناء المفهوم الأصلي للحرية

بالنسبة لنا – نحن أبناء العصر الحديث – نمتلك مفهومًا معينًا للحرية يدفعنا أن نصف وضعيات وتصرفات وحقوقًا معينة أنها حريات أو من متطلبات الحرية، ونسمِّي أضدادها استبدادًا وقهرًا واضطهادًا. لنفترض أننا جمعنا هذه المعاني والحقوق في مكان واحد، هذا المكان سيكون ”مفهوم الحرية“ كما هو متبلور في هذا المنظور الثقافي، إذا جاء أشخاص من منظور ثقافي آخر مختلف عن منظورنا، سيجدون أن بعض المعاني والحقوق لا يصح وضعها في حقل الحريات، بل في حقل مجاور هو ”حقل العدل“ أو ”حقل الكرامة“ مثلًا فلكل منظور طريقته في تنظيم المفاهيم والقيم وربطها ببعضها. فما هو المعنى الأصلي الثابت الذي كان يحضر في وعي الفقهاء المسلمين – خاصة الحنفية – حين يطلقون كلمة ”الحرية“؟ وما العناصر الرئيسية التي يتشكل منها مفهوم الحرية نفسه قبل أن يرتبط بأية مفاهيم أخرى كالعقل والعدل والأمانة؟ للإجابة على هذين السؤالين يحسن اتباع منهجية تستكشف العقل الفقهي والأصولي ونظرته لمفهوم ”الحرية“، واستحضار طريقة الفقهاء ومفرداتهم، وذلك عبر الاقتراب الفقهي والأصولي من ثلاث زوايا: ما تعريف الفقهاء للحرية؟ وفي أي سياق استعملوها؟ وكيف؟ وما الصور المجازية

                     
السابق
وفاة ادهم السلحدار مدرب الإسماعيلي السابق أثناء إدارة مباراة فريقه في دوري الدرجة الثانية
التالي
ما بال بالي لا يبالي بلوتني

اترك تعليقاً