سؤال وجواب

قادت الحديثة الى عولمة العلم ؟

تعتبر العولمة من الظواهر القديمة وليس الحديثة بحيث ظهرت منذ قديم الزمان وارتبطت العولمة في العديد من العلوم منها العلوم الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من العلوم الأخرى من النتائج التي ترتبت على العولمة انتشار الثروة الصناعية التي تعتبر من أكبر المظاهر على العولمة .

قادت …………………. الحديثة إلى عولمة العلم

الإجابة :


  • تقنيات التواصل

وللتواصل الفعال هناك تقنيات عديدة وهي :

1- للتواصل الناجح قواعد وشروط:

التواصل الناجح يعتمد على عدة قواعد وشروط ولِنَقُلْ: مبادئ؛ والذكاء هو ما يسهل عليك العملية أكثر، فلا يمكن أن تخاطب الناس كلهم بمستوًى واحد، نعم من حيث الأخلاق يجب ذلك، ولكن من حيث الأفكار فهناك فروقات، فهل يمكن أن تتحدث مع الصياد كما تتحدث مع لاعب كرة القدم؟ ولا يصح المثال إلا إن أوضحنا أكثر: هل يعقل أن تُحدِّث العالم بمثل ما تحدث العوام؟ فمعرفة الفروق وخصائص المخاطب يُحدِث فرقًا في عملية نجاح الخطاب.

2- تفادي العناد غير اللازم:

عملية الخطاب أو المخاطبة عادة ما تدخل في عنادات سلبية يُعَدُّ تجاوزها أحسن من البقاء فيها؛ لأن الطريق المسدود لا يُحَلُّ في تلك اللحظة، ربما يلزمه وقت، فَخُذِ الآخر على قدر ما يملك، ودَعْ له مساحة ومكانة تجعله يرضى بأن فكرته وصلت وبأنها مهمة، حتى وإن كان الأمر على العكس من ذلك، ويمكن أن تغيرها بطرق أخرى بعد مرور فترة من الزمن.

3- لا تتأثر بسلبيات النقاش وابتسم:

الابتسامة في النقاش أمر لا بد منه، ولو من حين لآخر؛ لأنه يريح من تتكلم معه أو معهم ولو بطريقة لن تلحظها أنت.

أمر آخر وجب الانتباه له هو وجود أشخاص سلبيين، أو أفكار غير مرغوبة، أو أنك تشعر أنهم لا يفهمونك أو لا يفهمون ما تريد إيصاله إليهم – هنا بإمكانك عدم الاكثرات لأقوالهم السلبية، والاقتناع إما بتغيير الموضوع أو الصمت وتركهم يتكلمون، مع توضيح ملامح أنك مهتم بما يقولون وتنصت لهم، لأخذ ما يمكن من إيجابيات وأفكار مفيدة.

4- اترك أخلاقك وأفكارك تعبر عنك:

البداية في الحديث مع الناس تعتمد أولًا على أخلاقك وحسن سلوكك، وأدبك واحترام الآخرين، والإنصات إليهم وتقبل أو احترامهم وأفكارهم، فإن لم يكن لديك دراية بالموضوع، يمكنك أن تستغل الفرصة للاستفسار عن الأمور المبهمة ولو تلك الصغيرة منها حسب إمكانياتك، وإن كان لك ما تقدم وتضيف ولديك رصيد كافٍ في الموضوع – فحاول إثباته بالدليل والحجة، ولكن لا تركز على الإقناع المباشر، وركز على الشرح وعدم الإطالة والاختصار، والوضوح وكذا البساطة، ثم انتظر الآخر ليردَّ.

5- الصمت قوة:

للنقاش أسرار وللتعلم مبادئ، ولعل الصمت والصبر على عدم قطع النقاش واحدٌ منها؛ ولذا وجب عدم قطع الحوار والتدخل حتى تعرف وتدرك جيدًا مربط الفرس، فلا يُعقل أن تأخذ النقاش بعيدًا عما يدور، فالقلة القليلة من الأحاديث تجلب النفع، وعدم الخروج عن الموضوع يسير بالحوار البناء والأفكار الجدية المفيدة والجديدة.

6- بعضٌ من المزاح لا بأس به:

الحديث أو الحوار هو عبارة عن ترويح عن النفس، فأخذُ المواضيع بجدية أكبر قد لا يريح الجلسة، ويجعلها عبارة عن مناوشات باردة يحاول كل طرفٍ فيها فرض وجهة نظره، مما لا يملأ الجو والعلاقات بثقة وحب أكبر ونفع أكثر؛ ولذا فإن بعض من المزاح الطريف سيكون طريقًا جميلًا، يزيد متعة تبادل الأفكار والمشاريع وغيرها من أهداف الحوار.

7- كن أكثر دقة:

الدقة والتصويب أسلوب الكبار في الحديث، فلا تتوانَ أبدًا عن الاختصار والتصويب أو إعطاء المثال المناسب في المكان والوقت المناسبَيْنِ، إنها أشبه بالفرصة التي تُتاح، فلا سرعة ولا تسرع لإيصال ما تريد، فكن أكثر تركيزًا مع مختلف الأطراف المتكلمة.

8- استفدْ وابنِ علاقات إيجابية:

التعرف على أشخاص إيجابيين وجُدُد علامةٌ مميزة، فأنت الآن بقصد التوسع في العلاقات واختيار علاقات نوعية؛ فلا تتسرع في الحكم على الحضور بقساوة أو نوع من عدم القبول، بل على العكس اسمع لِما يقولون، واربطه بحياتك اليومية وطموحاتك الشخصية، فمنهم من قد يضيف لك أو يساعدك فيما تريد؛ فتبادُل المنافع أمر لازم ومهم؛ فهو ينمي الثقة بالآخر وروح الجماعة أيضًا، فيمكن التنافس من أجل بناء فريق للمشي يكون الأفضل في المنطقة مثلًا.

9- للحديث بقية:

كل حديث وحوار لا ينتهي بالضرورة في جلسة أو جلستين، ومن ثَمَّ ليس بالضرورة أن تعرف الآخر في لقاء أو لقاءين، وليس ضروريًّا أن تكون الاستفادة متبادلة في زمن قصير، فاترك الوقت ولقاءات أخرى تقوي العلاقة وروح التعاون والأخوة؛ فلا تتسرع واترك الوقت يقرب المسافة تدريجيًّا أو عفويًّا.

10- لا تحتقر نفسك:

لا تحتقر نفسك عند الحديث وتركن لنوع من الصمت أو الخروج عن التركيز، فالأفكار التي عند الآخرين ينقصها أفكارك، وحاول التعبير عما تريد وتعرف ولو بمداخلات قصيرة بسيطة، واعتمد على الذكاء وقراءة ما يدور لتصويب الكلام.

11- الاختلاف رحمة الحوار:

وجود الاختلاف بينك وبين آراء الآخرين لا يعني أنهم أعداء، بل يعني أنكم أحرار تستطيعون التمييز والغربلة والتنقيح وحب التطلع والتفكير، فالاختلاف يضيف روعة ورونقًا للحوار والنقاش، فدَعْهُ يتفتح كما تتفتح الورود في الحقول، وابتغِ إما الإفادة أو التصحيح وتقارب وجهات النظر، فكلُّكم أبطال في الحديث والأفكار، وأنت أول واحد إن احترمتَ الجميع.

12- اجلب الجديد:

روتين الحوار والمناقشة أمرٌ كائن وسيكون، إلا أنه يمكن تغييره من حين لآخر، وهذا لب وعصارة تكامل وانسجام أعضاء الجماعة، فلا تبقَ أسيرًا لِما تعرف وتحب الحديث فيه، بل أطْلِقِ العنان لك ولهم للاستفادة من مواضيع جديدة.

13- التواصل يجلب المشاريع:

إن التواصل والحوار أو النقاش البنَّاء يجلب أفكارًا جديدة وخططًا إستراتيجية، فأنتم بصدد بناء مشروع، ولا يوجد ولا يكون هذا إلا بالتفاعل والانسجام بين مختلف الأطراف، فالكل يريد منافع أكثر؛ لذا وجب الحرص على الخروج بمشروع أو مشاريع تفيد الجميع.

15- أفصح عما في قلبك:

لا بأس بالإفصاح عما يجول في خاطرك أو ما يدور في ذهنك أو طرح مشكلتك على الرفاق، بشرط معرفة وإدراك حدودك وحدودهم، وإدراك حجم نفعهم من حجم ضرهم، وبذكاء يمكنك الاستعانة بالمشورة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وأخذ الحلول المناسبة، فالجميع لديه النقص، والتكامل يُضعِف النقص ويقوي روح إيجاد الحلول لدى كل واحد من الأفراد.

16- كن مرنًا بشيء من القوة:

المرونة أسلوب الكبار، فلا تنسَ استعمالها في الحديث؛ فهي راحة لك قبل المتلقي، فلا تحاول إيصال أفكارك بعشوائية فيرال بعد أخرى دون تردد، الأفضل أن تتريث وتترك الآخر ليدلو بدلوه؛ لتعرف مكامن التأثير والإصابة الواقعية، ومن الجيد وأنت تنصت أن تجهز ما تريد أن تقوله في ذهنك.

17- فكِّر قبل أن تتكلم:

التفكير صناعة قالب جميل من الأفكار والمواقف، فلا تخسر الموقف بتعكير الكلام، فالرصانة والحكمة والتفطن قبل النطق ملاذ آمنٌ من الندم، فبئستِ العجلةُ طريقًا لإصابة الهدف، اسعَ وحاول دائمًا التريث والتدقيق في الملامح، وقراءة ما بين الأسطر، وتحديد القالب المناسب لمن يتكلم، بعدها سيمكن وضع العجينة في إنائها المناسب، فكم من واحد ستخسر إن غلَّبْتَ العَجَلةَ في الكلام قبل التريث والتفكير فيه!

18- حدد هدفك من النقاش:

العبث نوع من الضلال والظلام لا يجلب إلا الأوهام والعَتَمَةَ، فما تُرك الأسد ملكًا لو لم يعرف الغابة، نعم إنه الإبصار والتوقع والتفاؤل والتوازن، اسعَ لأن تكون دقيقًا جدًّا مميزًا لمن تجالس عما تتكلم ولماذا. الأفكار كالمال فاعرف قيمتك وقيمتها، وأعطِها لمن يجب ولا تتنازل عن بعضها؛ فجزء كبير منها هو شخصيتك وقناعاتك العميقة.

19- يمكن أن تتدخل برؤوس أقلام:

يمكن أن تستعين في بعض الأحاديث الساخنة أو التي ترى فيها أن فكرتك لا مجال لها للوصول للآخر – بأن تحاول التزام شيء من الحياد الإيجابي بقليل من الصمت، ومقارعة الآخرين بالإنصات الجيد لأفكارهم، وتسجيل بعض الأخطاء وثغرات الحديث؛ لتردَّ أو تتدخل لما تُتاح لك الفرصة، أو عندما ينتظرون كلمتك بالرد باختصار على كل ما قالوه.

20- كن بسيطًا في أثناء الحوار أو الإلقاء:

البساطة أسلوب الكبار، نعم الكبار في الأخلاق، وكذلك جودة النقاش واحترام الآخرين، كونك تُعامِلُ الجميع بطريقة سوية معتدلة محترمة أمرٌ رائع، يجعل منك تكسب القلوب وتدخل البهجة والسرور، ومهما كنتَ ذا شأن أو جاه أو مال أو علم، فإن للبساطة والأخلاق الحسنة حكمًا آخرَ يجعلان لك قيمة لا تُشترى بالنقود.

21- كلٌّ يراك بطريقته:

اعلم أن إرضاء أو لِنَقُل: إقناع الجميع في أثناء الإلقاء أو النقاش أمرٌ ممكن، ولكنه لن يكون دائمًا كذلك؛ لأنك أنت من ستقدر حجم تداخلاتك ومعلوماتك ومهاراتك، وأول قاعدة للأمر هي الثقة بالنفس وبأفكارك الحقيقية، وعدم الاكتراث كثيرًا بالآراء التي سيلقونها أمامك؛ لأن الكل يرى بطريقته سواء أفكارك أو شخصيتك، فلا تيأس من خروجهم عن النص، بل احترم وتروَّ وابتسم، واجعل تركيزك على طرح ما تؤمن أكثر من أي شيء آخر.

22- طيِّب العلاقة مع مَن تراه مناسبًا:

فرصة اللقاءات والحديث المتبادل على مختلف المستويات – خاصة المستويات العالية والراقية منها – يتيح لك التعرف بأناس إيجابيين مثقفين ممن يمكن الاعتماد عليهم أو تبادل المنافع معهم، ومن ثَمَّ يكون لزامًا عليك أو من الأفضل لك اختيار لب وعصارة الجماعة، وأن تنتصر لنفسك باتخاذ زميل أو زملاء جدد؛ لتضيف للحياة طعمًا آخر خاصًّا جميلًا نافعًا لك وللآخرين.

23- تحدث بثقة:

أفكارك الحقيقية هي مجموعة قناعات ترسخت عبر مراحل، وبفضل قناعاتك الصحيحة الصائبة، وبحثك عن حقائق الأمور ومكامنها – تكون قادرًا على الاعتماد على نفسك، وقادرًا أيضًا على إبداء رأيك أو آرائك، وتلكم هي الثقة بالنفس، فلا تخجل أبدًا من طرح ما تريد في إطار الاحترام المتبادل والأعراف القيِّمة، ومهما كانت أفكارك مناقضة لمقابليك، ولو أنهم قللوا منها – فهذا شيء طبيعي واردٌ؛ فلا تركن للاستسلام وعدم التعلم مجددًا.

24- تكلم برويَّة:

من المهم بمكان التكلم برويَّة وتأنٍّ مع أي شخص، ليس فقط من أجل أن يأخذ انطباعًا جميلًا طيبًا عنك، بل إن ذلك يساعدك على قراءة ملامحه واستخراج ما تريد منه، فالتأني عند حديثك مع الآخر سيساعد كثيرًا في فتح شخصيته، والتعرف على أفكاره، وذلك من خلال تأمل الملامح ومدى انسجامها وعفويتها مع صوت الكلام والحركات، فهذه التقنية مهمة جدًّا لمعرفة الآخر، وأخذ نظرة إما أولية أو شبه كاملة عنه بحسب الحالة التي أنت فيها، وحاول الموازنة بين الإنصات والتكلم؛ كي لا يشعر الآخر بنوع من التوجس تجاهك.

25- كن منتصرًا:

لب الدخول في الحوار أو الإلقاء أو الكلام هو الثقة بالنفس، ولا يكون الأمر إلا بالتمكن الجيد من المواضيع التي تود طرحها، فكن مستعدًّا دائمًا، واملأ عقلك بكل المعلومات المفيدة، وحاول السؤال عن الأمور المبهمة في ذهنك؛ سواء أكانت تقنية مثل: مجال السيارات مثلًا، أم علمية: كالطب والفلسفة وكل ما تجده يستحق التعلم في طريقك، رتب هندامك كلما استطعت، ارتدِ أحلى وأجمل لباس وأروع عطر، وتألق بأخلاقك وأفكارك وطرحها، واتركها إما تنمو أو تُناقَش لتأخذ العصارة منها.

26- تكلم بلطف وذكاء نفسي واجتماعي:

أثر الكلام بلطف على النفوس أمرٌ جميل وفعَّال في غالب الأحيان؛ حيث إن المتلقي يراك على أنك صديق لطيف محاور يتقرب إليه ومنه بليونة، وهو نوع من الذكاء الذي يتجسد في اللعب بين طرفي الإنصات، والكلام اللطيف والحازم، والتوازن عبر كل زمن الحوار، ومن المهم جدًّا محاولة فهم الغطاء الثقافي وما وراء جدران الإنسان، فلا يمكن أن تُحدِّث شخصًا ذا ثقافة قليلة مثل محادثتك لطبيب مثلًا، ولكل مقام مقال، فكن أنت المتوازن في تحديد الكلمات والأسلوب والمنهج؛ لتُساويَ بين الجميع وتكسب الحب والعلاقات الإيجابية الطيبة.

27- ستتعلم أكثر بالحوار فلا تتردد:

الخوف من الحوار أو المداخلة والسؤال واحد من أهم أسباب الجهل بعد التكبر على العلم؛ فحاول دائمًا أن تضع نفسك موضع المتعلم الذي لا يعرف، وقُلْ للأشياء التي لا تعرفها: أنا لا أعرفها علمني، وحتى تلك المواضيع الغريبة عن معلوماتك لا بأس بأن تنصت للمتحاورين حولها، وتحاول تسجيل بعض النقاط في ذهنك؛ علَّها تفيدك مستقبلًا والأكيد أنها ستفيد؛ فرحلة الحياة والأيام لا تدري في أي وادٍ تصب، وأنت ملزم بإيجاد الحلول في أي مكان وزمان.

28- استسلم للآخر ولو بشكل مؤقت أو جزئي:

عند الحديث مع الآخر حاول الاستسلام أو استعمال نوع من المرونة وشكل من الابتسامة الصغيرة، وهذا النوع أو التقنية تعتبر نوعًا من أنواع احتواء الآخر، وإعطائه مساحة من الحرية، وكذا تجلبه كثيرًا عندك؛ مما يجعلك مستعدًّا لتوجيه كلامك له في الوقت المناسب، وتحديد المكامن التي تريد ضربها وإصابتها بسرعة، واحصر ذلك الفارق البسيط بين فهمه والتدخل لإقناعه، فلا يشعر بالانزعاج منك.

29- كن جديًّا:

الكلام أو الحديث هو شخصية الإنسان، ومهما كتم أو حاول أن يبديَ عكس ما يخفي، فإنه للأسرار كاشف؛ ولهذا فإن الصراحة والجدية والمعاملة الحسنة للآخر هي سبيل كسب الأرواح وتفادي المشاكل، وطبعًا لكل مقام مقال، ومن ثَمَّ فإن أخذ الأمور بجدية وصدق وصراحة سيكون أفضلَ حلٍّ حتى للمشاكل التي يبدو لك أن الاستهزاء أو الكذب سيحققها.

30- لا تتمادَ وتعاند بل وازن:

يعد الدخول في المشادات والمشاحنات الكلامية نوعًا من محاولات العرقلة لسعيك، فالمشادات ليست نافعة بقدر ما هو نافع أن تعرف زمن ووقت تصويب الفيرال وطرحها بقوة، بعد أن تكون صامتًا لمدة، وهذا ما يعطي لرأيك وأفكارك قيمة خاصة، وأنت متأكد من نجاعتها وحقيقتها.

31- تبين قبل أن تتكلم:

الكلمة سيف ذو حدين؛ فهي إما نافعة وإما ضارة؛ ولذا وجب الأخذ بعين الاعتبار ماذا نقول وكيف ومتى؛ لأن طيبة القلب والأخلاق سينقصها طيبة الكلام إن لم تحسنه، فسيعبر ما بخارجك عكس ما بداخلك، ومن جهة أخرى وجب التأكد وتقصي المعلومات والبحث الجيد؛ لكي تتكلم بالحجة والدليل المبين وتفيد الآخرين.

32- لا تتمادَ وتكثر من الأسئلة أو طلب المعروف:

لإعطاء النظرة المناسبة لك والمحترمة للآخرين في أثناء الحوار أو الحديث – حاول ألَّا تكثرَ الأسئلة، خاصة لما تكون لأول مرة مع شخص أو شخصين جديدين عليك في المجموعة، بل حاول قدر الإمكان أن تتفادى الأسئلة الشخصية المباشرة، واسعَ للاتجاه بالحوار العلمي أو العامي الذي يدور، وانغمس فيه وأعطِ رأيك برويَّةٍ ودقة، بعدها تكبر المساحة بينك وبين الآخر فيمكن التقرب أكثر، ومهما كانت درجة التقارب لا تحاول دائمًا طرق باب الصديق أو الحبيب، بل اجعل لنفسك متسعًا عن الأمر إلا في الحالات الطارئة أو الناذرة، فنوِّع في طريقة طلب المساعدة من شخص لآخر حسب قدرة كل شخص، واسعَ للاستغناء عنها عن طريق العمل والسعي والتوكل على الله، وستأتي الأسباب والمسببات بدقة وحكمة وخير لا يتخيله عقل عاقل ولا شرح شارح.

33- لكل زاوية أساس هكذا هم الناس:

اعلم أنه كما أن للبناية أساسًا، فإن قناعات الناس أو من تحاورهم أو تلقي إليهم محاضرة أو حتى حديثًا عاديًّا – كل واحد منهم مثل البناية التي تتمتع بأساس؛ فمنهم من أساسه متين، وآخر لن نقول: أساسه ضعيف، ولكن ربما لم يقوِّه بعدُ، تلك هي ترسبات تجارب حياة كل واحد وبيئته الاجتماعية والثقافية الفكرية، وكل اللاوعي والوعي المشكَّل عبر كامل سنوات حياته؛ ولهذا فأنت بصدد إما هدم البناية للبناء من جديد، أو البناء عليها ورفع طوابقها، وأقل شيء أن تحاول ترميم التي لا يمكن أن تفعل معها الكثير، وهكذا انظر إلى الأمر، فهي بناء وصناعة الإنسان وهو الذي يغير ويصنع كل ما هو جميل وبديع؛ ولذا سميت بالتنمية البشرية أو صناعة الذات وتطويرها أو بناء الإنسان، وسمِّ كما أردت وشئت.

34- اعرف متى تتكلم فقط من أجل الكلام:

تقنية التواصل الفعال الناجح مبنية على الذكاء وربح العلاقات، وأساس ذلك تحديد نقطة أو مربط الفرس، ومحاولة معرفة ما يدور في ذهن الغير أو جذبه للتحادث معك؛ لذا فقد يكون الكلام من أجل الكلام مخرجًا لعديد من المواقف وحلًّا لكثير من المشاكل؛ ولذا فإن التعلم والثقافة والاحتكاك يساعدك على استعمال الكلام من أجل الكلام، لأن تمكُّنَك من المعارف يوصلك لضرب الأهداف المبتغاة.

35- الكلام فنٌّ فكن جميلًا راقيًا به:

الكلام فنٌّ وللتحديد أكثر فإن الخطابة والكلام كانت بمثابة انطلاقة للإنسانية؛ فقد استعمل القدامى فن الكلام للتحاور والخطابة ودحر أكاذيب المتلاعبين بالألفاظ، ووضعوا الأسماء لمسمياتها، ولم يتركوا فرصة للتمادي في الكذب على الناس، وها هو سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار تنزل عليه أول سورة، إنها سورة (اقرأ)، فقرأ القرآن وعلم البيان من كلام الله عز وجل خير الكلام، ووضح الدين، فبفضله وباتباعه اتباعًا كاملًا سيكون المسلم قرآنًا يمشي: خلقًا وعملًا وقولًا وحجةً إن شاء الله.

36- أعرض عن الجاهلين:

الصمت لغة الكبار، فهل يتحدث الأسد وهو ملك الغابة؟ بل تكفيه زئرة واحدة ليلجأ كل واحد لمكانه، كذلك هو الصمت الذي يعبر عن ابتعاد الجاهل عن الحقيقة أو السفيه عن الاقتناع والتطبيق، دَعْكَ من تلك النقاشات العقيمة، وعوِّضِ الكلام بالصمت؛ لكي يتعلم الآخرون، ثم حاورهم بالتي هي أحسن، فمتى تعلَّم الجاهل ما لا يعلم وعرف ذلك، فسدِّدْهُ بالابتسامة أو النصح، وإلا فالصمت جواب كافٍ ليفهمه الجميع.

37- لا توضح الحق لمن يعرفه:

الحق حق والباطل باطل، وبين الظلمات والنور فرق كبير، ففي أثناء نقاشك مع مَن تتأكد بأنه يعلم ويعرف الحق ولا يقره – لا تحاول إعطاء الأدلة والحجج له؛ لأنك تصب الماء في البحر، فالتصحيح والتعليم يكون للجاهل أو الشخص المخلص الباحث عن الحقيقة، أما الذي يعرف ويعلم ولا يقر، فغيِّر الموضوع معه أو تجنبه.

38- أصبْ عند القول ولا تهتم بالبقية:

عندما نقول: أصب عند القول؛ معناه: إن خير القول ما قل ودلَّ، وهو الأفضل والأمثل، فتركك فيرال حقيقية فعالة ومعلومة مفيدة ينتفع بها الآخر – خيرٌ من ساعات من الجدال الفارغ؛ ولذا فتحدث بموضوعية أو منهجية لتفيد الآخر، وحاول الاسترخاء في التفكير وكن مرنًا قويًّا في التصويب، وبعدها دَعِ الآخر بينه وبين نفسه، فإذا ولَّدتَ له الشك سيسعى للبحث مجددًا والوصول للحقيقة، أو سيكون الزمن كفيلًا بتصحيحها له، أما إن لم يكن يريد، فهذا شأنه.

39- اترك جانبًا لراحتك:

حديثك – مهما كان أو كنت تظنه مفيدًا – ليس بمنأى عن بعض الهفوات؛ ولذا عند تلقيك لتوقيف أو تصحيح من الآخر لا بأس أن تركن للخلف مستريحًا سامعًا منصتًا لِما يريد قوله، وعندما تفهم أين يريد أن يضع الكرة، تدخل بحكمة لإيقافها ودون تردد، بهذه الطريقة تكون قد استنفذته، وتستطيع مجانبة أخطائه للتوضيح له، دون أن يشعر بنقدك أو بمدى تعارضك معه؛ فيكون مستعدًّا ولو بطريقة غير شعورية لتلقي معلومتك التي لا يعرفها.

40- لا تتدخل بقوة:

نصيحتي لك هنا أنه وعند جلوسك مع أشخاص أو جماعة، خاصة لأولى المرات – لا تتسرع بالدخول بقوة، بل تريث جيدًا، وحاول تحليل المعطيات المتوفرة أمامك والاختلافات الموجودة، واعمل على جانب: أنا مع الجميع، ولا تحصر نفسك في زاوية؛ فعلك تخرج من النقاش باكرًا، فلا تدخل المعركة من دون أذرع؛ لأن احتمالات تلقي الضربات ستكون قوية، وعند التوقف عند أفكار غير قابلة للرد، لا تتوغل أكثر واترك دائمًا جانبًا للرجوع أو المخرج، واعزم لما تكون لك الطريق مفتوحة، ووازن أكثر وتحمل وتريث أكثر قبل أن تتكلم

                     
السابق
النماذج الحاسوبية هي نماذج يتم بناؤها ببرامج حاسوبية ويمكن لمسها ( صح أم خطأ ) ؟
التالي
اعطاء الأوامر والتعليمات للحاسب بلغة يفهمها وذلك لاداء مهمة معينة ( اختر اجابة 1 )

اترك تعليقاً