منوعات

تحضير درس تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

المحتويات

تحضير درس تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

تستعمل كلمة استرداد في نطاق تاريخ إسبانيا والأندلس للإشارة إلى الفترة التي تمتد ما بين سنة 718 تاريخ ثورة بيلايو وسنة 1492 تاريخ سقوط مملكة غرناطة. وتمتاز هذه الفترة بتواجد ممالك مسيحية وإسلامية على شبه الجزيرة الايبيرية.

بدايات حركة الاسترداد

بدات حركة الاسترداد في 718 يرى المؤرخون الإسبان أن هذه الحركة تبدأ من معركة كوڤادونگا أو مغارة دونجا وفيها انهزم ابن علقمي اللخمي شر هزيمة من قوات “بلايه” (Pelayo)، وانتهت بتأسيس أولى الإمارات المسيحية في شمال الأندلس.

تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

تقلص النفوذ المغربي بالأندلس منذ القرن 13م، وتبنى الإسبان والبرتغاليون حركة الاسترداد.

  • فما هي أسباب هذه الوضعية؟
  • وما انعكاسات هذه الحركة على المغرب؟

 تعددت أسباب انقسام الدولة الموحدية في القرن 13م:

بدأ الضعف يمس الدولة الموحدية بعد الانهزام في معركة العقاب بالأندلس، حيث عجز الخلفاء عن الحفاظ عن وحدة الإمبراطورية التي تعرضت للتجزؤ، حيث ظهر المرينيون بالمغرب الأقصى، وحكم بنو عبد الواد المغرب الأوسط (الجزائر)، واستقل الحفصيون بإفريقية (تونس)، في حين توزعت الأندلس بين الممالك الإيبيرية وملوك الطوائف العربية.


 تطور الدولة المرينية وتراجع حركة الجهاد:

1 – مراحل تطور الدولة المرينية:

تأسست الدولة المرينية بعد القضاء على الدولة الموحدية، ودام حكمها حوالي 317 سنة، وقد مر تطورها بثلاث مراحل أساسية:

  • مرحلة التأسيس: (1239 – 1258م)، مع أبي بكر بن عمر ويعقوب بن عبد الحق بعد قتل السلطان أبي دبوس، والاستيلاء على عاصمة الموحدين مراكش سنة 1269م، مستغلين تفكك السلطة المركزية.
  • مرحلة القوة: (1258- 1348م)، من ملوكها أبو الحسن وأبو عنان، حيث بلغت الدولة أوج ازدهارها.
  • مرحلة الضعف: (1348- 1526م)، دامت مدة طويلة (178 سنة)، حكم فيها عدة ملوك، وسيطر خلالها الوطاسيون على الحكم، وانتهت بانهيار الدولة في عهد السلطان أبي حسون الوطاسي.

2 – الجهاد في العهد المريني:

بعد توحيد المغرب الأقصى، حاول المرينيون وضع الأندلس تحت حكم دولتهم بمساعدة أمراء بني الأحمر في حروبهم ضد المسيحيين، حيث عبر يعقوب المريني عدة مرات إلى الأندلس، وهاجم المناطق المحيطة لمدينة إشبيلية سنة 1275م، ثم الجزيرة الخضراء، إلا أن المسيحيين استطاعوا السيطرة على جبل طارق فانقطع العبور للأندلس.

نهاية الممالك الإسلامية في الأندلس

استغل المسيحيون ظروف المسلمين لاسترجاع قرطبة 1236، اشبيلية 1248، نهاية بسقوط دولة بني الأحمر في غرناطة سنة [1]1492

اتحدت مملكة ليون و قشتالة مع مملكة أراجون‏ واستطاع الملك فيرنانديو والملكة إيزابيلا، استرجاع الممالك العربية في الاندلس الواحدة تلو الأخرى إلى أن سقطت في أيديهم غرناطة آخر قواعد المسلمين سنة 1492 .

ما بعد السقوط

سلم أبو عبدالله الصغير غرناطة بعد صلح عقده مع فيرناندو يقتضي بتسليم غرناطة وخروج أبو عبدالله الصغير من الأندلس، ولكن سرعان ما نقض هذا الأخير العهد. وبدأت محاكم التفتيش في التعذيب والقتل والنفي، وبدأت هنا معاناة أهل الأندلس من المسلمين ومن اليهود فقد كانت محاكم التفتيش تجبرهم على التنصير أو الموت وقد تمسك أهل الأندلس بالإسلام ورفضوا الاندماج مع المجتمع المسيحي. وحسب الرواية القشتالية الرسمية, لم يُبد الأندلسيون رغبة في الاندماج في المجتمع المسيحي وبقوا في معزل عنه، يقومون بشعائرهم الإسلامية ويدافعون عنها بكل تفان. وحتى لا يصطدموا بمحاكم التفتيش لجأوا إلى ممارسة التقية فأظهروا النصرانية وأخفوا الإسلام، فكانوا يتوضؤون، يصلون ويصومون… كل ذلك خفية عن أعين الوشاة والمحققين.

يتحدث موِل في كتابه عن قرية مويل Muel، فيصف كيف يصنع سكانها الأندلسيون الخزف ويُضيف :”قالوا لي إن القرية ليس بها سوى 3 مسيحيين قدامى هم الكاتب الشرعي, والقسيس وصاحب الحانة. أمّا الباقون فهم يُفضّلون الذهاب إلى مكة للحج عن السفر إلى كنيسة سانتياگو في جليقية”

سنة 1601، كتب المطران ربيرا، مهندس قرار الطرد، تقريرا عن الوضع قدمه إلى الملك, وقال فيه: “إن الدين الكاثوليكي هو دعامة المملكة الإسبانية، وإن المورسكيين لا يعترفون ولا يتقبلون البركة ولا الواجبات الدينية الأخيرة، ولا يأكلون لحم الخنزير، ولا يشربون النبيذ، ولا يعملون شيئا من الأمور التي يقوم بها النصارى…” ثم يضيف:”إننا لا نثق في ولائهم لأنهم مارقون, وإن هذا المروق العام لا يرجع إلى مسألة العقيدة, ولكنه يرجع إلى العزم الراسخ في أن يبقوا مسلمين، كما كان آباؤهم وأجدادهم. ويعرف مفتشو العموم أن المورسكيين -بعد أن يحجزوا عامين أو ثلاثة وتشرح لهم العقيدة في كل مناسبة- فإنهم يخرجون دون أن يعرفوا كلمة منها, والخلاصة أنهم لا يعرفون العقيدة, لأنهم لا يريدون معرفتها، ولأنهم لا يريدون أن يعملوا شيئا يجعلهم يبدون نصارى”. وفي تقرير آخر يقول المطران نفسه:”إن المورسكيين كفرة متعنتون يستحقون القتل, وإن كل وسيلة للرفق بهم فشلت, وإن أسبانيا تتعرض من جراء وجودهم فيها إلى أخطار كثيرة وتتكبد في رقابتهم والسهر على حركاتهم وإخماد ثوراتهم كثيرا من الرجال والمال..” .

وجاء في قرار الطرد الخاص بمسلمي بلنسية: ” … قد علمت أنني على مدى سنوات طويلة حاولت تنصير مورسكيي هذه المملكة ومملكة قشتالة, كما علمت بقرارات العفو التي صدرت لصالحهم والإجراءات التي اتخذت لتعليمهم ديننا المقدس, وقلة الفائدة الناتجة من كل ذلك, فقد لاحظنا أنه لم يتنصر أحد، بل زاد عنادهم .

                     
السابق
اي العمليات التاليه تطلق ثاني الكربون ؟ ( التالية ))
التالي
حل تمرين 2 صفحة 45 فرنسية 3 متوسط

اترك تعليقاً