سؤال وجواب

ان لم تستحي فافعل ما شئت

يعرض عليكم موقع فيرال شرح حديث: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) كاملاً ، حيث جاء هذا الحديث عن ابن مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت” . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، ويبحث كثير من الناس عن معنى هذا الحديث ومن المقصود في هذا الحديث والان سنتعرف واياكم على شرح الحديث بالتفصيل ومعرفة المقصود من هذا الحديث وبيان اثره ، حيث يحكي هذا الحديث عن فضل خلق الحياء في الانسان وبيان أثره ، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى) دليل على أن الجملة الواردة هي من مأثور كلام الأنبياء السابقين من غير تحديد نبي معين وهذا مما يرويه العامة عمن سبقهم صاغر عن كابر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أيده بالوحي المصدق فنؤمن بثبوته وما سواه مما اشتهر حكايته عن الأنبياء فلا حرج في ذكره ولكن لا نجزم بثبوته أو نفيه إلا ما خالف الشرع كما رخص النبي صلى الله عليه وسلم في حكاية أخبار بني إسرائيل وقد درج أهل التأريخ والمفسرون على حكاية أقوال وأخبار السابقين فلا حرج على الواعظ حكاية القصص والحكم من باب الاستئناس ما لم تخالف شرعنا المحكم.

 معنى و شرح ان لم تستحي فافعل ما شئت

وفي قوله (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) قولان لأهل العلم في تفسيرها الأول: أنه ليس على سبيل الأمر وإنما هو على سبيل الذم والنهي عنه ولهم وجهان في تفسير هذا القول: أحدهما: أنه أمر بمعنى التهديد والوعيد وله نظائر في القرآن قال تعالى: (اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير). والمعنى إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت والله مجازيك على فعلتك. ثانيهما: أنه أمر بمعنى الخبر والمعنى: من لم يكن عنده حياء فعل كل ما يستنكر ومن كان عنده حياء منعه عن كل قبيح كما جاء في الحديث: (من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). أي فقد تبوأ مقعده. وهذا اختيار الإمام أحمد وكلا الوجهان جائزان في اللغة إلا أن الثاني هو الأقرب والأكثر استعمالا. والقول الثاني: أن الحديث أمر على ظاهره يفعل المؤمن ما يشاء من قول وتصرف إذا كان لا يستحي من فعله عادة لا من الله ولا من خلقه فيفعله ولا يضره كلام الناس إذا كان من أفعال الطعات وجميل الأخلاق. والقول الأول أصح في تفسر الحديث لأن المقصود التنفير والتحذير من ترك الحياء وبيان أثر ذلك في أخلاق المؤمن.


ويعتبر الحياء من شعب الإيمان له فضل عظيم وهو عمل قلبي يبعث العبد على فعل الجميل وترك القبيح من منكر ودنيء فكل ما أفضى إلى ترك السوء وفعل الحسن فهو من الحياء المحمود شرعا أما ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك السؤال عن مسائل العلم و السكوت عن بيان الحق فهذا ضعف وخور وليس من الحياء وإن ادعاه الناس ولذلك قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: (نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين). فكل ما أدى إلى ترك الحقوق والتساهل فيها فهو عجز ومهانة والضابط في تمييز الحسن والقبيح دلالة الشرع وليست أهواء الناس وأعرافهم الفاسدة. ومن تمام الحياء أن يدع المرء ما يستهجنه قومه مما سكت عنه الشرع لأنه من المروءة. ومن علامة الاستحياء أن يتجنب المرء المواطن التي يستحيا منها.

كما ان الحياء يدعو لكل خير وعاقبته حسنة في الدنيا والآخرة وكلما ازداد العبد حياء ازداد إيمانا وبرا حتى يبلغ منزلة الكمال ولذلك ورد في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق عثمان: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة). وقال الحسن يقول: (الحياء والتكرم خصلتان مِن خصال الخير لم يكونا في عبد إلا رفعه الله عز وجل بهما). وإذا ترك العبد الحياء كله ذهب إيمانه وارتكب المحرمات وترك الفضائل لخلو قلبه من مهابة الله ومهابة الناس وإذا نقص حياؤه نقص إيمانه وبره بقدر ما نقص من حيائه والناس في هذا الباب مقل ومكثر. وأولى الناس بالحياء هم أهل العلم وأهل الفضل ويقبح بالناسك أن يكون صفيق الوجه لا حياء له.

 

                     
السابق
كم راتب الشيخ عبدالرحمن السديس
التالي
كم عدد حواف الهرم الرباعي

اترك تعليقاً