سؤال وجواب

التحول الاجتماعي وما يترتب عليه من تكاثر الحاجات؟

المحتويات

التحول الاجتماعي وما يترتب عليه من تكاثر الحاجات؟

يرتبط مفهوم التغير الاجتماعي بعلم الاجتماع، ويشير إلى التغير المستمر في المجتمع؛ بسبب تأثير مجموعة من العوامل الاجتماعية، وكان المجتمع العالمي يشهد تغيرات واسعة النطاق وسريعة، وتتنوع درجة التغير الاجتماعي حيث يكون إما شاملاً أو جزئياً، وإما راديكالياً أو تدريجياً. وعلماء الاجتماع يختلفون في تفسيرات هذا التغير ومعرفة عوامله وأسبابه ونتائجه الكلية والجزئية على السواء. ومن هنا نشأت نظريات علم الاجتماع المختلفة. يذهب بعض العلماء إلى أن التكنولوجيا هي الأساس لكل التغيرات في العلاقات الاجتماعية، كما يذهب آخرون إلى إن التنافر بين الطبقة التي تمتلك أدوات الإنتاج والطبقة التي لا تمتلك هو الأهم، وأيضاً وضع البعض العوامل الأيديولوجية أو الدينية على إنها تؤدي للتعديلات الأساسية في الدور والمكانة.

ما يترتب على التحول الاجتماعي من تكاثر الحاجات؟

قد ترجع أسباب التغير الاجتماعي أيضا إلى عوامل سيكولوجية في الشخصية الإنسانية فبما ان السلوك الإنساني يقوم على أساس دافع معين فإذا ما تغير هذا الدافع نتج عن ذلك تغير في العادات والتقاليد.


مفهـوم التغـير الاجتمـاعي:

التغير لغة :كما جاء في لسان العرب ” تغير الشيء عن حاله: تحول. وغَيَّرَهُ : حولَّـه وبدَّله ، كأنه جعله غير ما كان . وفي التنزيل العزيز:(ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ).(الأنفال / 53) قال ثعلب: حتى يبدلوا ما أمرهم الله…إلى أن قال : وغِيَر الدهر : أحواله المتغيرة ..”(ابن منظور، ج2،ص1035).

والتغير يشير إلى الاختلاف الكمي أو الكيفي ما بين الحالة الجديدة والحالة القديمة أو اختلاف الشيء عما كان عليه ، في خلال فترة محددة من الزمن . وعندما تضاف كلمة الاجتماعي يصبح ” التغير الاجتماعي Social Change ” هو : التغير الذي يحدث داخل المجتمع أو التحول الذي يطرأ على أي من جوانب المجتمع خلال فترة زمنية محددة . إلا أنه ليست كل التغيرات التي تطرأ على المجتمع هي تغيرات اجتماعية ، فهناك تغيرات عديدة في المجتمع في جانبي الثقافة : المادي والمعنـوي . وهناك اختلاف في أنماط العلاقات بين الأفراد والجماعات ، واختلاف في الوظائف والأدوار الاجتماعية وفي الأنظمة والقيم والعادات والتقاليد وفي الأدوات المستخدمة والخبرات ..الخ . فما هو التغير الاجتماعي بين تلك التغيرات التي تحدث داخل المجتمع ؟

• للإجابة على هذا السؤال : نجد للتغير الاجتماعي عند “غي روشيه Guy Rocher ” أربع صفات . وهذه الصفات هي : 1. التغير الاجتماعي ظاهرة عامة ومنتشرة لدى فئات واسعة من المجتمع بحيث يغير مسار حياتها . 2. التغير الاجتماعي كل تحول يصيب البناء الاجتماعي . 3. يكون التغير الاجتماعي محدداً بفترة زمنية معينة . 4. يتصف التغير الاجتماعي بالديمومة والاستمرارية ، أي ليس مؤقتاً سريع الزوال حيث يصعب فهمه .

ويشير “عاطف غيث ” إلى أن التغيرات الاجتماعية هي التي تحدث في التنظيم الاجتماعي ، وتأتي على عدة أشكال وهي : 1- التغير في القيم الاجتماعية , تلك القيم التي تؤثر بطريقة مباشرة في مضمون الأدوار الاجتماعية ومعايير التفاعل الاجتماعي . 2- التغير في النظام الاجتماعي أي في البناءات المحددة مثل صور التنظيم ومضمون الأدوار . 3- التغير في مراكز الأشخاص , ويحدث ذلك بحكم التقدم في السن أو نتيجة الموت . والمفكرون متفقون حول النظرة العامة لماهية التغير الاجتماعي الذي هو : كل تغير يطرأ على البناء الاجتماعي في الوظائف والقيم والأدوار الاجتماعية خلال فترة محددة من الزمن . وقد يكون هذا التغير إيجابياً أي تقدماً وقد يكون سلبياً أي تخلفاً ، وقد يكون سريعاً ومفاجئاً أو بطيئاً وتدريجياً أو زيادة أو نقصان … أي ليس هناك من اتجاه أو نمط محدد للتغير الاجتماعي .

التحول الاجتماعي وما يترتب عليه من تكاثر الحاجات؟

يأتي التغير من مصدرين اثنين. المصدر الأول عشوائي أو نتيجة لعوامل فريدة مثل المناخ أو الطقس أو وجود مجموعات معينة من الناس. المصدر الثاني هو العوامل النظامية. على سبيل المثال، للتطور الناجح نفس المتطلبات العامة مثل الاستقرار والحكومة المرنة والمصادر الحرة والمتاحة والتنظيم الاجتماعي المتنوع للمجتمع. بشكل عام، يكون التغير الاجتماعي نتيجة لمجموعة من العوامل النظامية بالإضافة إلى بعض العوامل الفريدة أو العشوائية.

تُوجد عدة نظريات بخصوص التغير الاجتماعي

تُوجد عدة نظريات بخصوص التغير الاجتماعي. بصورة عامة، يجب أن تشمل نظرية التغير على عناصر مثل الجوانب الهيكلية لعمليات التغير (مثل التحول السكاني) ووسائل التغير الاجتماعي واتجاهات التغير.

  • التغير الهيغلي: يعتمد النموذج الهيغلي الكلاسيكي الجدلي في التغير على التفاعلات بين القوى المتضادة. بدءاً من نقطة الركود اللحظي، تُؤدي الأطروحات المقابلة والمتعاكسة إلى نشوء صراع، مما يؤدي بالتالي إلى صناعة جديدة.
  • التغير الماركسي: تقدم الماركسية مفهوما جدلياً مادياً عن التاريخ، فالتاريخ البشري هو صراع أساسي بين الطبقات الاجتماعية.
  • التغير الكوني: جادل فيلسوف العلوم توماس كون في كتاب بنية الثورات العلمية بالنسبة إلى ثورة نيكولاس كوبرنيكوس أن الناس يميلون إلى الاستمرار في استخدام نموذج لا يعمل بشكل واضح حتى ظهور نموذج آخر أكثر قبولاً.
  • التغير الهرقليطي: استخدم الفيلسوف الإغريقي هرقليطس استعارة النهر للتحدث عن التغير قائلا «إنك لا تخطو في النهر الواحد مرتين، فلا أنت نفس الشخص الأول ولا النهر نفسه كذلك». ما يبدو أن هرقليطس يقترحه هنا هو أنه حتى يظل النهر نفسه، لا بد أن يستمر التغير بلا انقطاع. بالتالي قد يظن المرء أن نموذج هرقليطس هو نموذج موازٍ للكائن الحي والذي حتى يظل حياً، لا بد من أن يتغير باستمرار. يظهر أحد التطبيقات المعاصرة لهذه الطريقة في نظرية التغير الاجتماعي والتي تُبنى على نظرية التعقيد التي بدورها أحد الفروع الثانوية للتولد.

 

                     
السابق
درس حرف النون ( ن) للصف الأول الابتدائي 1444 أ/ راشد عواد
التالي
قصة عن امرأة وهبت طفلا بعد صبر طويل؟

اترك تعليقاً