سؤال وجواب

من هو صالح العجيري ويكيبيديا

صالح محمد صالح عبد العزيز العجيري (23 يونيو 1920) عالم فلك ورياضيات كويتي قدم الكثير لعلم الفلك بتقديمه هذا العلم للعرب والمسلمين المتخصصين منهم والباحثين أو الهواة وله الكثير من الإضافات العلمية في الفلك وعلومه من خلال أبحاثه العلمية والعديد من الكتب والمؤلفات والندوات والمحاضرات والبرامج التي قدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية والمشاركات بفعاليات مختلفة في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية. وله الكثير من المؤلفات التي تتناول موضوعات الفلك ومن إنجازاته تقويم العجيري المُسمى على اسمه.

تلقى تعليمه الابتدائي في الكتاتيب فتعلم اللغة العربية والفقه والحساب ومبادئ اللغة الإنجليزية وطرق مسك الدفاتر المتعلقة بعلم الحساب التجاري ثم انتقل إلى مدرسة لتربية الأطفال أنشأها والده في الفترة من 1922 حتى عام 1928 تفتح ذهنه وسبق زمانه بالعلم والمعرفة فنافس مدرسيه بالعلوم الحسابية، فالتحق بالمدرسة المباركية في العام 1937 واستمر فيها حتى أتم بنجاح دراسة الصف الثاني الثانوي.


والده هو أول من شجعه على دراسة علم الفلك بعد أن اكتشف فيه خوفه من ظواهره فأرسله إلى قبيلة الرشايدة في بر رحية جنوب غرب الجهراء لتعلم الرماية والفروسية فكان في أوقات الراحة يتأمل في السماء الزرقاء ليرى الشمس والقمر مما أدى إلى زيادة حبه للعلم بدل الخوف، ثم انتسب إلى مدرسة عبد الرحمن بن حجي مؤسس علم الفلك في الكويت ودرس على يديه وتعلم من عدد من المراجع التاريخية، وأيضاً بتشجيع من والده وإرشاده إلى الشيخ أحمد خليفة النبهاني للتعلم منه علم الربع المجيب وقراءة العديد من الكتب الفلكية، حيث يُعتبر ما تلقاه العجيري حول علم الربع المجيب هو انطلاقته الأولى القوية في الفلك وقد درسه في عام 1935 على يد عبد الرحمن قاسم الحجي الأخ الأكبر لـ يوسف الحجي وزير الأوقاف السابق الذي تلقى هو بدوره علم الربع المجيب على يد بيت آل نبهان بالحجاز وعند عودته للكويت أحضر معه كثيراً من الكتب والمعلومات التي قام بتدريسها للعجيري.

منذ عام 1946 وحتى يومنا هذا واجه العجيري الكثير من الصعاب والمعوقات للحصول على المزيد من العلم بسبب حبه وشغفه بالفلك، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ورغم أنه لم تكن هناك وسائل للمواصلات سهلة ومتوفرة إلا أنه سافر إلى عدد كبير من الدول العربية والأجنبية وكانت أول دولة قصدها هي مصر وكان ذلك في عام 1945 فتوجه إلى جامعة الملك فؤاد الأول ودرس في مدرسة الآداب والعلوم – كلية الآداب وكلية العلوم حالياً – في القاهرة وخضع لاختبار إتمام الدراسة فيها في قسم الفلك ونجح بتفوق في 10 فبراير 1946 بعد أن أتم دراسته فيها توجه إلى المنصورة في شمال مصر واستكمل دراسته الفلكية فيها حتى حصل على شهادة علمية تفيد بتخصصه في علم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري في الأول من أكتوبر عام 1952.

استمر في القاهرة في طلب علم الفلك من خلال البحث والاطلاع والرصد والاستكشاف ومراسلة المراصد العلمية والمؤسسات العلمية الفلكية المتخصصة وزار الكثير من دول العالم منها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية والسودان وتونس والجزائر وسويسرا وألمانيا وفرنسا وتركيا والعراق وإيران كما شارك في كثير من المؤتمرات الفلكية العربية والدولية.

وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين بنى مرصداً فلكياً في الكويت وعلى نفقته الخاصة واشترى قسيمة في الزاوية الغربية الجنوبية من منطقة الأندلس وتوجه في عام 1973 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشراء القبة الخاصة بالمركز والتي كان طولها ثلاثة أمتار وفي عام 1977 تم اقتراح تسمية المرصد باسمه فسُمي مرصد العجيري، وشُكلت لجنة خاصة لإنشاء المرصد في 3 مارس عام 1981 تضمه هو وممثلين لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي، وفي عام 1980 قام أمير الكويت جابر الأحمد الجابر الصباح بتكريم، وبعد هذا التكريم بدأ العمل في إنشاء مركز علوم الفلك والأرصاد الجوية بالنادي العلمي في مقرة الجديد في جنوب السره وترك العجيري العمل في بناء المرصد الذي في الأندلس وفي 15 أبريل عام 1986 افتتح الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح المرصد بنفسه.

المحتويات

النشأة  صالح العجيري

لأسرة
ولد صالح العجيري بتاريخ 23 يونيو عام 1920 وقيل عام 1921 وقيل عام 1922 في الحي القبلي براحة السبت – قرب غرفة التجارة الآن – في منزل والده الملا محمد صالح عبد العزيز العجيري الواقع في فريج عثمان الراشد الكائن في مدينة الكويت العاصمة الآن، ترتيب صالح من بين أخوته هو الابن الأكبر من بين أخوته التسعة – خمسة من الذكور وأربع من الإناث – نشأ العجيري في بيئة بسيطة خالية من الوسائل التكنولوجية تقريباً يغلب عليها طابع البادية بسبب انتماء الكثير من الكويتيين إلى المجتمع البدوي كما أرسله والده إلى البادية في صغره ليعيش حياة القبائل ويتعلم منهم شظف العيش والقدرة على التحمل والصبر وتعلم الفروسية وحمل السلاح وفي الرابعة من عمره أخذه والده إلى الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم والحساب وبعض الفقه والحديث. فتعلم الصبر والقوة والقدرة على تحمل المشقة والاعتماد على النفس منذ نعومة أظفاره.

توفيت والدته سنة 1933 وهو لم يتعدى الثانية عشرة من عمره وله من الأخوة أربعة فأصبح فجأة مسؤولاً عن رعايتهم حيث كان الأكبر سناً الأمر الذي جعله يهتم ببعض الأمور مثل طهي الطعام وحلب الأغنام، فوالده كان موظفاً في إدارة البلدية ووظيفته تأخذ كل وقته في الليل وفي النهار، لم تمنعه هذه المشاغل من الذهاب إلى المدرسة لكن لم يكن له متسع من الوقت لينال قسطاً من الراحة أو حتى اللعب مع «عيال الفريج» فانعكس ذلك على حياته داخل الصف في المدرسة فمارس الشغب تجاه المدرسين وأصبح يتزعم المشاغبين من الطلاب داخل الصف فكان مشاغباً لدرجة كبيرة ويتفنن في ابتداع الأساليب الجديدة وكان زملاؤه يأخذون عنه ابتكاراته التي صار الآن يمانع كثيراً في الإفصاح عنها خوفاً من استغلالها في المدارس، واتجه بعدها إلى التمثيل لكي يفرغ طاقاته في هذا المجال وقد اشتهر بالتمثيل حيث مارسه منذ عام 1938م وحتى 1961م. رغم أن اللعب مع الأقران في الحي كان لعباً شعبياً في مساحات خالية توجد بين البيوت في ذلك الوقت تسمى البراحة، فليس هناك من أندية رياضية ولا أندية اجتماعية كما هو الحال الآن، ومن الألعاب الشعبية للبنين على سبيل المثال لا الحصر لعبة خروف مسلسل هدوه ولعبة أنا الذيب بأكلكم وأنا أمكم بحميكم، إلا أن العجيري لم يمارس اللعب في الحي مع أصدقائه إلا لسنوات قليلة بسبب وفاة والدته وهو في سن بكرة

البيئة   العجيري

نشأ العجيري في بيئة بسيطة حيث كانت حياة الكويتيين فيها بسيطة أيضاً خالية من الوسائل التكنولوجية يغلب عليها طابع البادية سواء داخل مدينة الكويت أو خارجها في القرى والصحراء وذلك بسبب انتماء الكثيرين منهم إلى المجتمع البدوي والذي كان سائداً في أول الأمر وتغلب عليه تقاليد القبائل العربية، حيث كانت الصحراء دائماً مجالاً للغزوات والحروب بين القبائل حيث كانت تسيطر عليهم نزعة السيطرة وحب البقاء، والكويت تقع على حافة الصحراء تراقب الأمور بعين يقظة مما يدفع الكويتيين جميعاً إلى تعلم الفروسية واستعمال السلاح للدفاع عن حماهم وهذا ما دفع والد العجيري إلى إرسال ولده إلى البادية في صغره ليعيش حياة القبائل ويتعلم منهم شظف العيش والقدرة على التحمل والصبر وتعلم الفروسية وحمل السلاح وكنت إذا تناولت الغداء عند البدو تكون في حماهم يوماً وليلة وإذا شربت عندهم القهوة تكون في حماهم حتى تغيب عن بصرهم.

أثرت هذه البيئة تأثيراً كبيراً على حياة العجيري، خاصة وأن مولده الكائن تجاه غرفة التجارة والصناعة أي قرب شركة البترول الوطنية الآن طرف الحي القبلي قرب السوق في مدينة الكويت العاصمة

والده صالح العجيري

والد العجيري هو محمد صالح عبد العزيز العجيري ولد في عام 1888 في مدينة بريدة بمنطقة نجد وتوفي في 19 مارس 1979 في الكويت عن عمر ناهز 91 عاماً، قدم للكويت بحثاً عن مجال جديد للرزق إبان الحرب العالمية الأولى تميز بالعدل في حياته العامة والخاصة فاشتهر بحزمه وعدله بين زوجاته بجمعه في فترة من حياته بين ثلاث زوجات كن بفضل عدله كالأخوات يأكلن معاً ويجلسن معاً ويتبادلن الأحاديث الودية في السهرات معاً في أوقات الفراغ وفي غيرها وعامل أولاده من بنين وبنات بكل حنان وحب كما كان يقوم بنفسه بمعاونة زوجاته على تنظيفهم وإطعامهم وكان شديد الحرص على تنشئتهم النشأة الصالحة فخصص لهم من يعلمهم القرآن وفقه الحديث بالإضافة إلى جهده الخاص في ذلك في مدرسته الخاصة.[15]

كما كان حافظاً للقرآن الكريم ودائب الاطلاع حيث كون مكتبة خاصة به فيها الكثير من ذخائر الكتب وذكر عنه وعظ المسلمين في أي مسجد يصلي فيه وبنى مسجدين أحدهما قرب فندق المريديان إلا أنه أزيل، وفور قدومه من نجد إلى الكويت عمل مزارعاً في حوطة الرشيد ثم عمل بحاراً فمراسلاً في المدرسة المباركية ثم رافق الشيخ محمود مصطفى في مدينة الشطرة بالعراق ثم عاد إلى الكويت وافتتح مدرسة سميت تربية الأطفال عام 1920 وكانت تقع تحت كشك آل صقر وهي عبارة عن صالة كبيرة كان آل صقر يستخدمونها كمخزن يخزنون فيها البضائع إلا أنهم سلموها إلى والد العجيري لاستعمالها كمدرسة وموقعها الآن يشغله متحف الكويت الوطني على ساحل البحر في الحي القبلي، درس في مدرسته القراءة والكتابة والحساب والمحفوظات المختارة وتحفيظ القرآن.[16]

كان يحلق رؤوس الطلاب ويخصص قطعاً من الحلوى لمكافأ التلاميذ المميزين وللطلاب الذين يجمعون قطع الزجاج التي تلقى بجانب الشاطئ بواقع أن معظم الطلاب كانوا حفاة في ذلك الوقت،[17] ويجلس الطلاب في المدرسة جميعهم على الأرض ويفترشون الجودري وهو حصير منسوج من الحبال أما الجرس فيدقه جاسم الصقر عضو مجلس الأمة السابق وكان عبارة عن جالون حديد فارغ يضرب به الأرض، كما كان والد العجيري يسمح للطلاب بالسباحة في البحر مخالفاً بذلك جميع المدارس الأخرى فمساكن الكويتيين كلها قريبة من البحر مما جعل الصبيان في الصيف يسبحون في البحر طول النهار فتجف شعور رأسهم وتصطبغ باللون الأشقر لعدم وجود وسيلة للتسلية غير ذلك البحر فيعمد أولياء أمور الطلاب بالطلب من المدرس أن يوقع أو يكتب جملة بالحبر على ساق التلميذ فإذا حضر في اليوم التالي عرف المدرس هل سبح في البحر أم ويعاقبه تبع لذلك.

                     
السابق
وفاة وائل الابراشى ويكيبيديا
التالي
شباب يسخرون من مجلس صديقهم فيديو

اترك تعليقاً