سؤال وجواب

ما هو البرزخ ؟

مثل العادة نختار لكم مواضيعنا بعناية كبيرة لتثقيفكم وتزويدكم بمعلومات مهمة ومفيدة منها التاريخية والدينية والثقافية العلمية وغيرها من المجالات ، فاليوم موضوع مقالنا هذا هو معنى كلمة البرزخ ، فما المقصود بالبرزخ ؟

المحتويات

ما معنى البرزخ ؟

البَرزَخ بشكل عام، هي فيرال عن عالم غير ملموس مستعملة في الفكر الإسلامي. معناه اللغوي هو مكان يفصل بين شيئين. أما أكثر المسلمون يطلقه على العالم الذي يفصل عالم الموت ويوم القيامة. أما الصوفيون، فيعتبروه مرتبة فكرية إدراكية معرفية. وهي ذكرت في القرأن وتم تفسيرها من خلال الأحاديث وتبنتها الفرق الإسلامية بفروقات بينها.


ويُعرف البرزخ في اللُغة: بأنّه الحاجز الذي يكون بين شيئين يمنع أحدهما من الوصول إلى الآخر، أو الحاجز بين مسافتين، ومنه قولهُ -تعالى-: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)؛ أي حاجزاً يمنعهم من الرُّجوع إلى الدُّنيا، ويبقون فيه إلى يوم القيامة، وكذلك قولهُ -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً).

وقال مُجاهد: إنّ البرزخ هو الحاجز الذي يكون بين الدُّنيا والآخِرة، وقال مُحمد بن كعب عن أهل البرزخ؛ أيّ أنّهم ليسوا من أهل الدُنيا فيأكلون ويشربون، ولا من أهل الآخرة فيُجازون على أعمالهم، وقيل: هو المقابر، فالموتى يبقون فيها، لا هم في الحياة الدُّنيا ولا في الآخرة إلى يوم البعث وقال مُجاهد لما سُئل عن قولهِ -تعالى-: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)؛ أي ما بين الموت والبعث، وقال الشعبيّ عن البرزخ: هي الحياة التي بين الموت والآخرة، فهيَ الحياة التي تكون بعد الموت إلى البعث، وقال العديد من العُلماء: إنّ للبرزخ زمانٌ ومكانٌ وحالٌ، فزمانه من الموت إلى يوم القيامة، وحاله الأرواح، ومكانهُ من القبر إلى عليّين لأرواح المؤمنين، أو إلى سجّين لأرواح الكافرين وأهل الشّقاء، وقال ابن القيم: إنّ عذاب القبر ونعيمه يكون في البرزخ ما بين الدُّنيا والآخرة.

حياة الإنسان

تنقسم حياة الإنسان إلى ثلاثة:

  1. حياة الدنيا وهي التي يعيشها.
  2. بين الحياة الدنيا وبين الآخرة حياة البرزخ
  3. حياة الآخرة (يوم القيامة).

ما هو البرزخ ؟وأين مستقر الأرواح في البرزخ ؟؟؟

يُعرف البرزخ على أنه الحياة التي تأتي ما بعد الموت، وفي هذه الحياة تبدأ مرحلة جديدة تتصف بالحساب على ما أسلفه الإنسان في الحياة الدنيا. تبدأ الحياة البرزخية مع اللحظات الأولى من قبض الروح ومن ثم والعروج بها والرحيل إلى الدار الأخرى وأول منازلها وهو القبر وأحواله وأهواله والتي تبدأ لضمة القبر وسماع قرع نعال من هم من حوله من مشيعيه وسؤال الملكين الذي يتم من خلاله تحديد مصير العبد، فيرى مقعده من الجنة ويفسح له في قبره مدد البصر إن كان عبد صالحاً مات على العقيدة القويمة، ويضيق عليه ويكون حفرة من حفرة النيران فيرى من النار من أفاتها وحرها وعذابها حتى يلقى ربه إن كان غير صالحاً، ويرى العبد مقعده في الجنة ومقعده في النار فيفرح ويستبشر الصالح ويزداد الطالح غماً وقنوتاً وعذاباً على غمه وعذابه، ويدوم الحال على الميت، فيبقى المنعم منعما بل ويزيده على ذلك نعيم الجنة ويبقى المعذب معذباً إلى يوم يبعثون، ومجمل تفصيل كل ما ورد ذكره دلت عليه النصوص الشرعية، فقد استعاذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر، فبين حال العبد الصالح عندما توفيه المنية وقارن بينه وبين العبد الطالح. وللقبر ضمة لا يسلم منها عبد قط، وهي أول مرحلة في الحياة البرزخية، ينبغي أن يمر بها كل عبد خلقه الله حسب المعتقد الإسلامي.

وتختلف الحياة البرزخية اختلافاً كلياً عن الحياة الدنيوية وعن الحياة الأخروية، فكل له صفات ومقومات تتميز في شيء يسمو على الأخر ففي الحياة البرزخية تسمو النفس على كل من الجسد والروح، كما ويختلف كل منها في أوجه كثيرة أهمها: أن الروح ذو صلة دائمة بالبدن فهي تتعلق به تعلقا خاصاً، فإنها وإن فارقت الجسد وانسلخت عنه عند قبضها، فإنها لا تفارقه بشكل كلي، بحيث لا يبقى لها التفات ابداً، وإنما تعود إليه أحياناً في بعض الأوقات، كعودتها فور سؤال الملكين عند نزوله إلى القبر، كما أن تسليم المسلم على الميت عند زيارته له يستذكرها أيضاً. وهذا الرد هو عملية إعادة معينة للروح لا تكرر حياة البدن قبل البعث.

ومن مقتضيات الحياة البرزخية معرفة الميت لكل من يزوره من البشر، كما ويسمع الميت على الأرجح لخطاب كل من يزوره.

ومع كل ما ذكر اعلاه عن حياة البرزخ، يؤمن المسلمون أن هنالك الكثير من الحقائق التي لا يعلمها إلا الله ولا يدركها إلا الميت نفسه، وعلى العبد المسلم الإيمان والتسليم بمقتضيات الموت وأن يعلم أنه ملاقي ربه في يوم من الأيام.

ماهيّة حياة البرزخ

حياة البرزخ على حسب حياة الإنسان في الدنيا:

  • فالمؤمن ينعم في البرزخ وروحه في الجنة وجسده يناله بعض النعيم.
  • والكافر روحه تعرض على النار، ويناله نصيب من العذاب، وينال جسده نصيب من العذاب.هذه حال البرزخ، المؤمن في سعادة ونعيم، وأخبر النبي محمد أن روح المؤمن في الجنة تسرح في الجنة حيث شاءت، إن نعيم البرزخ و عذابه مذكور في القرآن في أكثر من موضع: فمنها قوله تعالى: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت و الملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق و كنتم عن آياته تستكبرون} و هذا خطاب لهم عند الموت و قد أخبرت الملائكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم اليوم تجزون. و منها قوله تعالى فبما أخبر عن آل فرعون،{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر:46) ، فالكفار أرواحهم معذبة وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع ثم تسير أرواح المؤمنين إلى الجنة وأرواح الكفار إلى النار، هؤلاء مخلدون في الجنة وهؤلاء مخلدون في النار.
                     
السابق
مفيد النويصر من الصفر ويكيبيديا
التالي
كم راتب الجندي في الامن العام 1442 , سلم رواتب الأمن العام 1442

اترك تعليقاً