منوعات

للفيروسات الارتجاعية مادة وراثية هي

المحتويات

للفيروسات الارتجاعية مادة وراثية هي

علم الفيروسات وهو العلم المختص بدراسة الفيروسات – غير المرئية وجينات الجسيمات الطفيلية المحاطة بغلاف بروتيني والجسيمات الشبيهة بالفيروسات، والذي يركز على الجوانب التالية من الفيروسات: هيكلها وبناءها، التصنيف، التطور، وطريقة إصابتها للخلية العائل واستغلالها في إنتاج مادتها الوراثية في التكاثر، وتفاعلها مع وظائف خلية العائل والمناعة، والأمراض التي تسببها، وتقنيات العزل والزراعة، واستخدامها في البحث والعلاج. ويعتبر علم الفيروسات أحد فروع علم الاحياء الدقيقة.

الفيروسات الارتجاعية

الفيروسات الارتجاعية هي الفيروسات التي تستخدم الحمض النووي الريبوزي (RNA) كمادة وراثية، لكي تتضاعف وتتكاثر داخل خلية المضيف، سواء أن كان المضيف أنسان أو حيوان أو غيرها من الكائنات الحية.


سميت الفيروسات الارتجاعية وفقًا لنوع الإنزيم الخاص بها المسمى بإنزيم المنتسخة العكسية (Reverse transcriptase)، والذي يمتلك دورًا هامًا في دورة تكاثر هذه الفيروسات.

يرجع السبب وراء تسميتها بالفيروسات الارتجاعية ذلك لأن هذه الفيروسات تتضاعف بنمط معاكس لبقية أنواع الفيروسات الأخرى، حيث يكون نظام التكاثر لديها هو تحويل المادة الوراثية الفيروسية والمتمثلة بالحمض النووي الريبوزي إلى الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين داخل خلية المضيف وذلك باستخدام إنزيم المنتسخة العكسية، بدلًا من تحويل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين إلى الحمض النووي الريبوزي.

دورة تكاثر الفيروسات الارتجاعية

في الواقع، أن ما يميز الفيروسات الارتجاعية عن الفيروسات الأخرى، هو كيفية التكاثر داخل الخلية المضيفة، والمتمثلة بعملية النسخ العكسي وعملية تكامل المادة الوراثية، وبشكلٍ عام، تتمثل خطوات دورة حياة الفيروسات الارتجاعية بالاتي:

1. التصاق الفيروس بخلايا المضيف

عند دخول الفيروسات الارتجاعية إلى جسم الكائن الحي، ترتبط هذه الفيروسات بمادة بروتينية تسمى المستقبلات والتي توجد على سطح الخلايا المناعية التائية (T cells)، للمضيف والتي تكون من نوع سي دي 4 (CD4 T cells).

2. دخول الفيروس إلى داخل خلية المضيف

تحاط أغلب الفيروسات بغلاف خارجي دهني، حيث يندمج هذه الغلاف مع غشاء الخلية المضيفة، مما يسمح للفيروس بالدخول داخل الخلية الحية.

3. عملية النسخ العكسي

تعد مرحلة النسخ العكسي هي المرحلة الأساسية لبدء دورة تكاثر الفيروسات الارتجاعية، وبمجرد دخول الفيروس إلى داخل الخلية المصابة تبدأ عملية النسخ العكسي، حيث يقوم إنزيم المنتسخة العكسية بتحويل الحمض النووي الريبوزي الفيروسي إلى الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين.

4. تكامل المادة الوراثية

تبدأ دورة حياة الفيروسات العكسية في نواة الخلية المصابة، حيث ينتقل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين الفيروسي المصنع حديثًا إلى نواة الخلية المصابة.

حيث يندمج الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين الخاص بالفيروس مع الحمض النووي الخاص بالخلية المصابة، وذلك بمساعدة إنزيم خاص يدعى الإنزيم المدمج للمادة الوراثية (Integrase)، مما يجعل المادة الوراثية للفيروسات عنصرًا من عناصر الحمض النووي للخلية المصابة.

5. التكاثر

بعد عملية دمج وتكامل المادة الوراثية، تقوم الفيروسات العكسية باستخدام العمليات الحيوية للخلية المصابة لإنتاج مكونات فيروسية جديدة، مثل البروتينات والحمض النووي الريبوزي الفيروسي، حيث تتحد هذه المكونات الفيروسية لتكوين فيروسات جديدة، ليتم إطلاقها خارج الخلية المصابة.

6. تحرير الفيروسات من الخلية المصابة

بعد تشكل الجسيمات الناضجة من الفيروسات الارتجاعية، يتم تحريرها خارج الخلية المضيفة، والتي تكون مستعدة لكي تصيب خلايا تائية أخرى.

أمراض الفيروسات الارتجاعية البشرية

على الرغم من وجود مجموعة واسعة من الفيروسات الارتجاعية التي تصيب العديد من الكائنات الحية، إلا أنه تم إكتشاف ثلاث أنواع من هذه الفيروسات التي يمكن أن تصيب الإنسان والتي تسبب عدة أمراض، فمنها العدوى الفيروسية ومنها بعض أنواع السرطان، وتتضمن أنواع هذه الفيروسات ما يأتي:

  • فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذي يسبب متلازمة نقص المناعة المكتسب، ويعرف أيضًا بالإيدز (AIDS).
  • الفيروس المنمي للمفاويات التائية البشرية من النوع 1 ((HTLV-1) Human T-cell lymphotropic virus type 1)، والذي يسبب ما يأتي:
    • أحد أنواع السرطان المسمى بابيضاض الدم تائي الخلايا في البالغين (Adult T-cell leukemia).
    • مشكلات تنكسية عصبية تسمى الخزل التشنجي السفلي المداري والاعتلال النخاع الشوكي المرتبط بالفيروس المنمي للمفاويات التائية البشرية (TSP/HAM).
    • التهاب قزحية العين (uveitis).
    • اعتلال المفاصل.
    • مشكلات في الغدة الدرقية.
    • التهاب رئوي.
  • الفيروس المنمي للمفاويات التائية البشرية من النوع 2 (HTLV-2 )، والذي قد يسبب ما يأتي:
    • مشكلة شبيهة بالخزل التشنجي السفلي المداري/ الاعتلال النخاع الشوكي المرتبط بالفيروس المنمي للمفاويات التائية البشرية.
    • الإصابة بالداء النخاعي المخيخي (Spinocerebellar disease).
    • ارتفاع خطر الإصابة بأنواع أخرى من العدوى مثل السل، و الالتهاب الرئوي، أو التهاب المثانة.

طرق انتقال عدوى الفيروسات الارتجاعية

يمكن أن تنتقل الفيروسات الارتجاعية البشرية إلى الإنسان عن طريق الاتي:

  • الاتصال الجنسي.
  • نقل دم ملوث بهذه الفيروسات.
  • استخدام الإبر أو الأدوات الحادة الملوثة بالفيروسات.
  • مشاركة الإبر الملوثة من قبل متعاطي المخدرات.
  • نقل العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة أو من خلال الرضاعة الطبيعية
                     
السابق
يظهر تعاقب الاجيال في حياة
التالي
اول واجب على المكلف

اترك تعليقاً