سؤال وجواب

كم لبث سيدنا يونس في بطن الحوت

يسعدنا اليوم الإجابة على الأسئلة القليلة التي طرحتها عبر موقعنا الإلكتروني ، ونعمل جاهدين على تقديم إجابات نموذجية شاملة وكاملة لتحقيق النجاح والتميز لك ، لذا لا تتردد في طرح أسئلتك أو استفساراتك في في عقلك وفي تعليقاتك، والآن نتطرق لحل سؤال (كم لبث سيدنا يونس في بطن الحوت)

المحتويات

قصة نبي الله يونس

جاء في قصَّة نبي الله يونس -عليه السَّلام- أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أرسله إلى قرية نينوى الواقعة في العراق حاليًا والتي كانت عاصمة للدولة الآشورية آنذاك، وكان عدد سكان هذه القرية مئة ألف أو يزيدون قليلًا، وكانوا وثنيين يعبدون الأصنام من دون الله تعالى، فجاءهم نبي الله يونس -عليه السَّلام- وبلَّغهم رسالة ربِّ العالمين، وحذَّرهم وأنذرهم من عقاب الله تعالى إنْ هُم استمرُّوا في شركهم وكفرهم، وعاش بينهم ينصحهم مدَّة من الزَّمن، فأعرض أهل نينوى وصدُّوا عن قوله، فغضب نبيِّ الله يونس -عليه السَّلام- منهم وغاضبهم وخرج من ديارهم قبل أن يأتي الإذن من الله تعالى بالرحيل، فمضى نبيُّ الله يونس جهة البحر وهو يجهل المصير الذي في انتظاره، والبلاء الذي سيحلُّ به، فلمَّا بلغ شاطئ البحر وجد سفينة قد ضاقت بأهلها، فركب فيها مع من ركب، قال تعالى في سورة الصافات: “إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ


لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس عليه السلام؟

رواد سفينة سيدنا يونس اجروا القرعة فوقع الاختيار علي سيدنا ليلقي بنفسه في البحر للمحافظة علي السفينة وهو أمر لم يروق لأصحاب السفينة لما لمسوه فيه من الخير والصلاح حيث حاولوا ابقاءه حيا فاعادوا القرعة ثلاث مرات، لم يحبّذوا أن يُلقي بنفسه في البحر، ،ولكن القرعة كانت تأتي بنبي الله في المرات الثلاث فلم يجد يونس -عليه السلام- إلّا أن يلقي نفسه في البحر، وظنّ أنّ الله -تعالى- سيُنجيه من الغرق، وبالفعل فقد أقبل إليه حوت أرسله الله -تعالى- فالتقمه.

كم لبث سيدنا يونس في بطن الحوت؟

وعندما التقم الحوت سيدنا يونس -عليه السلام- في بطنه اعتقد نبي الله انه أنّه مات، لكنّه حرّك يديه، وساقيه، فتحرّك، فسجد لله -تعالى- شاكراً له بأن حفظه، ونجّاه، فلم تُكسر له يد، ولا رجل، ولم يصبه مكروه، وبقي في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسمع فيها أصواتاً غريبةً لم يفهمها، فأوحى الله -تعالى- له أنّها تسبيح مخلوقات البحر، فأقبل هو أيضاً يسبّح الله تعالى، قائلاً: “لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين”،

بعد شكر الله والسجود له وشكره علي نعمه من قبل نبي الله يونس أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، وأنبتت عليه شجرة يقطين؛ يستظلّ بها، ويأكل من ثمرها، حتى نجا من الوضع شديد الصعوبة الذي عاني منه بعد ان قذفه الحوت قي بيئة قاسية جدا .

وعندما خرج نبي الله يونس عليه السلام من فم الحوت وقذف به علي منطقة رملية وجد نفسه عريانا مريضا مغموما ..انبت الله له شجرة من اليقطين “القرع ” حيث أنه كان ملتصقا عليه عوالق البحر من القشريات، و هذه رائحتها تجذب الذباب وهو أمر لا ينطبق علي شجرة اليقطين وورقه هو الشجر الوحيد الذي ينفر الذباب لأنه يصدر هورمون تنفر منه الحشرات الطائرة ..

بل أن ورق شجر اليقطين يمتاز بكونه يضاف يستطيع أن يحمي من أشعة الشمس وهو ما حدث مع سيدنا يونس .وهو ما يتكرر مع ثمرته فهي تؤكل بمجرد أن تظهر، فلا حاجة لانتظارها حتى تنضج وتؤكل نيئة ومطبوخة كما لا يحتاج آكلها إلى شرب الماء لأنها تمده بكل ما يحتاجه جسمه وهي فوائد كان يحتاجها نبي الله يونس في هذه الظروف الصعبة

وهنا علينا أن نضع فوائد شجرة اليقطين المتعددة في السياق الذي كان يعيش فيه سيدنا يونس بعد خروجه من بطن الحوت فقد كان مريضا مهموما مرهقا وهنا جاء لطف الله عبر انبات شجرة اليقطين فالشجرة تحتوي على مضادات حيوية طبيعية و خوافض للحرارة، و منشطات لوظائف الكلى والكبد ومهدئات للأعصاب.

قبول الله لتوبة قوم يونس

بعدما تعافى يونس أخبره الله -تعالى- بتوبة قومه وقبوله لها، وقد أمره الله -تعالى- بالعودة إليهم هاديًا وموجّهًا، فنفّذ يونس أمر ربه وعاد إليهم، وأنعم الله عليهم من خيره وفضله، وعاشوا مع نبيهم مهتدين سائرين على صراط ربهم المستقيم، وبقوا على ذلك الحال إلى أن انحرفوا عن الصراط المستقيم فبعث الله عليهم العذاب ودمّر عليهم مدينتهم.

معنى دعاء يونس

كلمة الدعاء في القرآن الكريم يُقصد بها أحد معنيين؛ إمّا دعاء العبادة وإمّا دعاء الطلب، وفي قول يونس -عليه السلام-: “لا إله إلّا أنت” فيه إقرارٌ بوحدانية الله -تعالى- فهو واحدٌ لا ثاني له، كما لا يستحق أحدٌ غيره العبادة، والله وحده المستحق للخضوع والذل، وقول يونس: “إنّي كنت من الظالمين” اعترافٌ بالذنب والتقصير ووصف السائل لحال نفسه بأنّه ظالمٌ، وهذا الوصف المناسب في مقام المناجاة، كما أنّه أدبٌ في الخطاب مع المسؤول، أمّا قوله: “سبحانك” ففيه ترفيعٌ لله -تعالى- عن الظلم، ولذلك فإنّ من الآداب المتعلقة بالدعاء وطلب الحاجات من الله الاعتراف والإقرار بعدله وإحسانه على عباده أولًا، إذ إنّ من غير الممكن أن يظلم الله -تعالى- أحدًا من خلقه، كما أنّ في دعاء يونس -عليه السلام- لربه تسبيحٌ وتهليلٌ له، وفي فضل ذلك رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ)، والتسبيح ينفي النقص والسوء، ويثبت الكمال والحُسن، والتهليل فيه غاية الإجلال لله والإكرام له، كما أنّ التسبيح يقترن به التحميد، والتهليل يقرن به التكبير، وذلك كلّه يتضمّن كمال المدح والثناء لله -تعالى- ببيان معاني أسمائه وصفاته العليا.
                     
السابق
الآلة التي تستخدم لرفع الماء تركب على البئر وتدار باليد أو من خلال استخدام الإبل أو البقر هي … ؟
التالي
من الأسباب التي تجعل المحاصيل النقدية ذات أهمية كبيرة للدولة ؟

اترك تعليقاً