سؤال وجواب

كل لهو يضل عن سبيل الله فهو

كل لهو يضل عن سبيل الله فهو … ؟ في قوله تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، يهتم ديننا الحنيف بجميع ما يصدر عن المسلم من اقوال وافعال ولكل شيء حكم شرعي بالاجر او بالاثم ، وفي قوله “ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ” يبحث الطلاب عن المعنى لكل من يضل عن سبيل الله بسبب اللهو فما هو اللهو اولاً وما حكمه الشرعي في الاسلام ، فقد ورد النهي والتنبيه في كتاب الله وسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- عن اللهْو في الفعل وفي الحديث، فهو لا ينفع المسلم في حياته، كما أنّه يعود عليه بالضّرر في الدنيا وفي الآخرة، وممّا جاء النهي عنه والإشارة إلى اجتنابه لَهْو الحديث، وقد جاء ذكر لَهْو الحديث في العديد من النّصوص الصحيحة والصريحة، فما معنى لَهْو الحديث، وما هو رأي العلماء فيه، وما هي النّصوص الشرعيّة التي ذكرته؟

وتعدّ لفظة لَهْو الحديث من الألفاظ المنتشرة والتي تَرِد على الكثير من الأمور من حيث معناها اللغويّ والاصطلاحيّ، وخاصّة ما يتعلّق بالجانب الشرعيّ، ولذلك فقد اختلف العلماء في معناه، وذهبوا في ذلك إلى عدّة معانٍ ودلالات، وفيما يأتي بيان معنى لَهْو الحديث في اللغة وفي الاصطلاح وأقوال العلماء في ذلك ، واللهو هو كلّ كلام يُلهي قلب صاحبه، ويأكل وقته، ولا يُثمر خيراً، قال الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ)؛ أي: الباطل من الحديث والذي لا قيمة له، أو كان كذباً مفترى


كل لهو يضل عن سبيل الله فهو

وفي قوله تعالى ” كل لهو يضل عن سبيل الله ” فيها خمس مسائل المسألة الاولى ان من الناس من يشتري لهو الحديث من في موضع رفع بالابتداء . ويرى بعض العلماء أنّ لَهْو الحديث يُقصد به الجِدال في الدّين، والخوض في الأمور الخلافيّة والترهات، وجزئيات الأمور التي لا فائدة مرجوّة منها. إنّ لَهْو الحديث هو ما يُشغل عن ذكر الله تعالى؛ فإنّ بعض العلماء يرون أنّ لَهْو الحديث هو كلّ ما ينشغل به العبد عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وعن تسبيحه وتحميده وطاعته. إنّ لَهْو الحديث هو اللّغْو الظّاهر الموجب لصهر الباطن؛ أي هو الخوض في الباطل، وفي كلّ ما يُلهي عن الأمور المهمّة؛ مثل: الانشغال بالأحاديث الموضوعة، وبالأساطير. إنّ لَهْو الحديث هو كلّ كلام سوى كلام الله تعالى؛ فيرى بعض العلماء أنّ كلّ كلام سوى كلام الله سبحانه وتعالى، أو كلام نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، أو سِيَر الصالحين هو من لَهْو الحديث. إنّ لَهْو الحديث هو كلّ ما يُلهي عن الله تعالى؛ فيرى بعض العلماء أنّ لَهْو الحديث هو كلّ ما يُشغل العبد ويصدّه عن الله تعالى، سواءً أكان غناء أم غيره. إنّ لَهْو الحديث هو الكلام الباطل؛ فيرى بعض العلماء أنّ الكلام الباطل الذي ليس له مصداقيّة ولا يُسهم في تقوية الأمّة الإسلاميّة هو من لهو الحديث الوارد في الآية. إنّ لَهْو الحديث هو الغِناء؛ فقد قال بعض أهل العلم إنّ لَهْو الحديث هو الغناء، وهو ما ذهب إليه الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ فقد روي عنه: (أنّه سُئلَ عن هذه الآيةِ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، فقال: هو الغناءُ، والذي لا إله إلّا هوَ يُردِّدُها ثلاثَ مراتٍ)،[٧] وقال به أيضاً الإمام الفقيه إبراهيم النخعيّ، والحسن البصريّ وغيرهم من الفقهاء، وممّن قال به من علماء التفسير مجاهد، حيث قال: (لهو الحديث هو الطبل وأدوات اللّهْو، وهذا من لوازم الغناء).

سبب نزول الاية كل لهو يضل عن سبيل الله

هذه الآية الكريمة نزلت في رجل من قريش يُقال له: النّضر بن الحارث، وقد كان هذا الرجل يخرج في التجارة إلى بلاد فارس، فيسمع أخبار الأعاجم ويشتري كتبهم، ثمّ يعود إلى قريش ويحدّثهم بها ويرويها لهم، ويقول: (إنّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- يحدّثكم حديث عاد وثمود، وأنا أحدّثكم حديث رستم وإسفنديار، وأخبار الأكاسرة)، فكانوا يستمعون لحديثه ويتركون سماع القرآن الكريم.

                     
السابق
ما الذي يرضي المرأة
التالي
كم عدد حروف الجر

اترك تعليقاً