اخبار حصرية

تلخيص محور في الفكر و الفن باكالوريا

تلخيص محور في الفكر و الفن باكالوريا

إن الاعتقاد السائد اليوم بأن الفن هو وسيلة للهروب من الواقع منتشر للغاية لدرجة أن معظم الناس اليوم لا يستطيعون التمييز بين المنتجات الاجتماعية الاستهلاكية ذات الأهداف الترفيهية والإبداعات الفنية التي تشمل المبدعين من ناحية. من ناحية ، هناك من يهتم في الفن ، استثمار حقيقي يمكن أن يصل إلى حدوده. نرى في الفن وسيلة لإعطائنا النشوة بكل أنواعها ، الموسيقى والأفلام والدراما ، وظيفتها الترفيه ، لأنها تساعدنا على نسيان حقائق حياتنا الباهتة والقاسية.

تلخيص المحور الرابع : في الفكر و الفن

لقد قضى التاريخ على زمننا أن يكون زمان الأفكار الجديدة و حدوث التحولات في رؤى الإنسان وفي طرائق عيشه و لكنها تحولات سريعة أوجدت معها قيما جديدة و جرفت الثوابت التي اعتقد الإنسان يقينا في ثبوتها عندما كان العيش مختلفا لا يستدعي طرح السؤال. و في ما يسمى عصر النهضة استؤنفت مناقشة الإشكالات و القضايا ذات الصلة بالحداثة و أولها الحرية و الديمقراطية و ذلك كي ا يتم استهلاك الإنسان.
لقد نظر عديد المفكرين في البلدان العربية و الإسلامية في ما تعانيه بلدانهم في العصر الحاضر من المشاكل و الأزمات في المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و قدموا حلولا اتفقت في ضرورة اعتماد الديمقراطية أساسا لكل إصلاح.
إن ما يدعو إلى معالجة مسالة الحرية و الديمقراطية هي الرغبة في التصدي للوضع الراهن المليء بالتعقيد و الخيبة لوجود قطيعة بين الفرد و المؤسسة، بين الدولة و المواطن. و إن الحل كما تصوره المفكرون كامن في الاعتراف الفعلي بقيمة الحوار الذي يرتكز على الديمقراطية، لأنه هو الذي يفضي إلى حسن التعايش و التعامل مع الآخر بعد فهمه واحترامه.
صحيح أن الديمقراطية تقتضي عقلية تقتضي بدورها لتنشئة فترة من الزمن، ذلك أن الأساس الذي تقوم عليه الديمقراطية هو الاحترام الكامل لحقوق الإنسان على النحو الذي تم التعريف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي تفترض قانون الأغلبية و حرية الأفراد و المساواة بين المواطنين، و ليس أدل على تلك المساواة من المادة 7 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المؤرخ في 10 ديسمبر 1948 القائلة بأن كل الناس سواسية أمام القانون و لهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة. و كذلك المادة 19 التي تنص على أنه لكل شخص الحق في حرية الرأي و التعبير و يشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل .
إن التنصيص على عدم التفرقة بين الأفراد في مواد هذا الإعلان يؤكد انجاز العصر الحديث المتمثل في اعتبار المساواة جوهر العدل وهي فيرال مدنية بوجودها إلى ارتباط العدل بالأصول القانونية فالمفروض أن يطبق القانون بالتساوي على الجميع دون خوف أو محاباة و دون مراعاة منصب أو جاه أو انتماء أو غير ذلك…
إذن لقد كان حريا بنا التذكير بالحرية و الديمقراطية في واقع أنتجت فيه الثورة المعلوماتية بوادر تغيير في الوسط الحاضن لحياة الإنسان كان له تأثير في تطوراته و في وجوده نفسه. فالآلة أصبحت مساعد الإنسان اليوم على إقامة أبنية افتراضية و كأنه يمارس تجاربه على الواقع الحي فهو يعيد إنتاج الواقع في أدق تفاصيله في ميادين مختلفة كالطب و الفيزياء و الطيران و كرة القدم ” فقد شاهدت في بعض التلفزات صياغة افتراضية لما كان تم في الملاعب لزيادة التفسير و التدقيق و إدراك الأسرار التي لا يدركها المرء بالعين المجردة و ذلك نلمسه في مجال الفن و الأدب أيضا .
لعل ذلك هو مما ينبغي الإقرار به لأنه من ايجابيات التقدم العلمي و لكن الإنسان كما وظف فيرال صناعة آلات تساعده على التأقلم مع محيطه و السيطرة على الطبيعة حتى خطا خطوات عملاقة فإنه استغل هذا العلم و هذه التكنولوجيا في الجانب السلبي مما جعل الإنسان عبدا لما يصنع بقول محمد السيد عبد السلام : ” لقد أصبحت كلمة تكنولوجيا على كل لسان، الكل يهتف بها مما تأتي به من أساليب الفتك و الدمار.
إن الشاغل الأوكد اليوم و الذي نراه مهددا للبشرية هو حدود التكنولوجيا الحديثة و سباق التسلح. كيف نصيرها سلاما و أملا لا دمارا و فتكا ؟ لعله سؤالا سيظل مطروحا ما دمنا لا نجد إلا قلة تحامل التوقف قليلا لتتفهم ماهية التكنولوجيا و كيفية تطويعها لخدمة المجتمع الإنساني و رفاهيته.
إن المسألة تقتضي فقط الوعي بأن التفكير ينبغي أن يوجه نحو نتائج الأدوات و التقنيات السلبية لا نحو كيفية الحصول على أحدثها و أرقاها.
و كما كانت التكنولوجيا الحديثة شاغل مفكري هذا العصر من جهة السيطرة عليها فإنها شاغل أيضا من جهة مواكبتها لروح العصر و مسايرته في مجال التدريس فلماذا نتحدث اليوم عن تخلف برامج الإعداد في المدرسة و الجامعة عن التقدم العلمي و التكنولوجي و الانفصال الحاد بين نظام التعليم و الواقع مما جعل متاعب الشباب في البحث عن وظيفة تتحول إلى هم حقيقي لفقدانهم الأمل في عمل في الاختصاص والاضطرار إلى عمل في غير المجال الراغبين فيه دون سابق تدريب أو تدريب غير كاف أو مواجهة البطالة مما يؤدي إلى حالات نفسية كالإحساس بالضيق و النقمة تجاه المجتمع لضياع الحلم و تبخر الطموحات و عدم الرضي و كذلك حالات عملية كنسيان جزء كبير من المعلومات و المهارات التي جمعت في سنوات الدراسة أو عدم الإفادة في أداء مسؤولية العمل لغياب الكفاءة . إذن ما يدعو إلى التفكير الجاد هو كيف نجعل المواد المدرسة اليوم في المدرسة مساعدة على فهم الواقع و التعامل بنجاح مع الواقع ؟

 

 

                     
السابق
زيارة أمير المؤمنين ليلة المبعث يوم ٢٧ رجب
التالي
بكم يُجْبَرُ المَهيضُ وَيُشْفى المَرِيضُ

اترك تعليقاً