اخبار حصرية

هل النجاشي مسلم

المحتويات

هل النجاشي مسلم

كثير ما يتردد بعض الأسئلة الدينية بين المتابعين والأفراد ممن يتسابقون في زيادة رصيدهم الثقافي ، واليوم سنتعرف على قصة اسلام النجاشي ، أصحمة بن أبجر (ولد حوالي عام 560 م — وتوفي 630 م) وهو نجاشي (وهو لقب يطلق على ملوك الحبشة). استقبل الصحابة المهاجرين إليه، واجتمعوا به في الفترة ما بين 610 ـ 629 م ويسمى (أرمها). وهو الوحيد الذي صلى عليه النبي محمد صلاة الغائب لما علم بوفاته.

من هو النجاشي ؟

المصادر العربية تسميه أصحمة، حيث أورد ابن كثير خطابا أرسله إليه رسول الله، مع عمرو بن الضمري، فقال: “بعث رسول الله عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب معه كتابا:


«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك فإني أحمد إليك الملك القدوس، المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى روح الله وكلمته القاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخته، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فاقرهم ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى”.»

قال عنه الرسول محمد إنه “ملك لا يظلم عنده أحد”.

تولى الحكم وهو ابن 9 سنين بعد موت عمه بصاعقة، وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبة إلى كل مكان.

إسلام النجاشي ثابت بالأدلة الصحيحة

ننقل لكم ما نقله المفسرون من قول بعض الصحابة: نصلي على رجل ليس بمسلم؟ وأنه نزل ما يفيد كونه مسلما، وذكرنا نقد ابن كثير لهذه الرواية، ثم إن إسلام النجاشي وكون النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه صلاة الغائب ثابت بالأدلة الصحيحة.

ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات.

وفي رواية أخرى للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة. وقد جزم ابن حجر في الإصابة بإسلام النجاشي، وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن هذا الحديث حجة للقائلين بمشروعية الصلاة على الغائب.

ما هو دين النجاشي ملك الحبشة

إنه النجاشي حاكم الحبشة وملكها، واسمه أصحمة – رضي الله عنه – وللنجاشي قصة عجيبة ، ففي إحدى الليالي قام بعض المتآمرين بقتل والده ملك الحبشة ، واستولوا على عرشه، وجعلوا على الحبشة ملكًا آخر، لكنهم لم يهنأوا بفعلتهم، فقد ظل ابن الملك المقتول يؤرقهم، فخافوا أن ينتقم منهم عندما يكبر، فقرروا أن يبيعوه في سوق العبيد، وبالفعل نفذوا مؤامرتهم، وباعوا ذلك الغلام لأحد تجار الرقيق.

وفي إحدى الليالي خرج الملك الغاصب فأصابته صاعقة من السماء فوقع قتيلاً، فسادت الفوضى في بلاد الحبشة وبحثوا عمن يحكمها، وأخيرًا هداهم تفكيرهم إلى أن يعيدوا ابن الملك الذي باعوه في سوق الرقيق لأنه أحق الناس بالملك، وبعد بحث طويل وجدوه عند أحد التجار، فقالوا له: رد إلينا غلامنا ونعطيك مالك. فرده إليهم.

فقاموا على الفور بإعادته وأجلسوه على العرش، وألبسوه تاج الملك، لكنهم أخلفوا عهدهم مع التاجر ولم يعطوه ماله، فقال التاجر إذن أدخل إلى الملك، وبالفعل دخل إليه وأخبره بما كان، فقال لهم الملك الجديد: إما أن تعطوا التاجر حقه، وإما أن أرجع إليه، فسارعوا بأداء المال للتاجر. [ابن هشام].

وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبة إلى كل مكان، وسمع بذلك المسلمون في مكة، فهاجروا إليه فرارًا بدينهم من أذى المشركين واضطهادهم، لكن الكفار لم يتركوهم يهنئون في دار العدل والأمان، فأرسلوا إلى النجاشي عمرو بن العاص، وهو داهية العرب، وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا العظيمة حتى يسلمهما المسلمين الذين جاءوا يحتمون به، ودخل عمرو، وعبد الله، وقدَّما الهدايا إلى النجاشي، وطلبا منه أن يسلمهما المسلمين، فرفض النجاشي ذلك إلا بعد أن يسمع الطرف الآخر.

فبعث إلى المسلمين رسولا يطلب منهم الحضور، لمقابلة النجاشي، فوقفوا أمامه، وكان جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم أميرهم والمتحدث عنهم، فسأله النجاشي : ما الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في دينى، ولا في دين أحد من الأمم؟ فرد عليه جعفر قائلاً: أيها الملك إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ويأكل القوي منا الضعيف، وكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى الله نعبده ونوحده، ونقيم الصلاة، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار (وعدد أمور الإسلام) فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه، فبغى علينا قومنا، وعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأصنام، فلما قهرونا خرجنا إليك، واخترناك على من سواك، ورجونا ألا نظلم عندك.

فقال له النجاشي: هل معك شيء مما جاء به رسولكم عن الله قال: نعم. قال: فاقرأ عليَّ. فقرأ جعفر – رضي الله عنه- من أول سورة مريم ، فبكى النجاشي عندما سمع القرآن حتى بلَّ لحيته، وبكى الحاضرون من الأساقفة النصارى (رجال الدين المسيحيين)، ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة . [أحمد وابن هشام].

ثم اتجه النجاشي إلى عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، فقال لهما : انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما أبدًا ولا أكاد، ثم رد عليهما الهدايا. وعاش المؤمنون في أمان على أرض الحبشة وحفظ لهم النجاشي حقهم . وأسلم النجاشي وشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

ولقد وكله النبي صلى الله عليه وسلم في أمر زواجه بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب – رضي الله عنها -، وكانت قبل ذلك زوجة لعبيد الله بن جحش ، لكنه ضل ودخل في النصرانية ، ومات على شركه ، فأرسل النجاشي إلى أم حبيبة بعد انقضاء عدتها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يطلبها للزواج ، فسعدت أم حبيبة ووكَّلت قريبًا لها هو الصحابي خالد بن سعيد ليكون وليها في الزواج ._ [ابن سعد].

وقام النجاشي بأداء المهر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أربعمائة دينار، ولما هاجر الرسول إلى المدينة، وظهر دين الله، قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي : إن صاحبنا ( يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ) قد خرج إلى المدينة ، وانتصر على المشركين، وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا، فقال النجاشي: نعم، فأعطاهم ما يكفيهم في سفرهم ويزيد، ثم قال لجعفر : أخبر صاحبك بما صنعت إليكم، وهذا رسولي معك وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأنه رسول الله، فقل له : يستغفر لي ، ولولا ما أنا عليه من الملك لأتيت إليه ، وقبلت قدمه.

وجاء وفد المؤمنين إلى المدينة، ففرح بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وسمع من جعفر، ثم قام وتوضأ ودعا ثلاث مرات: (اللهم اغفر للنجاشي)، فيقول المسلمون آمين، ثم قال جعفر لرسول النجاشي: انطلق فأخبر صاحبك بما رأيت. [الطبراني].

هل أسلم النجاشي قبل وفاته

لما مات النجاشي قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( إن أخاكم قد مات بأرض الحبشة)، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب. [متفق عليه]، وكان ذلك في شهر رجب (9هـ).

هل النجاشى اسلم ام مات على دين المسيحية___؟

عندما سأل النجاشيّ جعفر عن ربّه أجابه أنّه هو الذي بعث فيهم رسولًا، وأنّه هو الرسول الذي بشّر الله به عيسى الذي اسمه أحمد، وعندما سأله النجاشيّ عن قول الله عن عيسى، فقال أنّه روح الله وكلمته أخرجه منمريم العذراء، فمسك النجاشيّ عودًا من الأرض وقال للقسيسين ورجال دولته أنّ قوله عن عيسى ومريم يطابق ما يعرفونه ولم يزد فوق ذلك مقدار ذلك العود، ثمّ نطق الشهادتين.

                     
السابق
موضوع تعبير عن التعصب الكروي
التالي
ما معنى المسانيد في الحديث

اترك تعليقاً