منوعات

من هي هدى شديد ويكيبيديا

IMLebanon | هدى شديد لـIMLebanon.org: أعمل على إصدار كتاب وإطلالتي اﻷخيرة  عبر الـLBCI

 من هي هدى شديد ويكيبيديا

هدى شديد- مراسلة في المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال، وصحافية في جريدتي النهار ولوريان لو جور

لو لم تكن هي هدى شديد، لكانت لتجربتها مع مرض السرطان حكاية أخرى. الأعمار بيد الله صحيح، لكن الإجابة عن سؤال «كيف نعيش هذا العمر؟» يكتبها «النضال» من أجل الحياة في مواجهة مكائد الموت… ومنها المرض.


خرجت الإعلامية اللبنانية هدى شديد من تجربتها مع مرض سرطان المعدة منتصرة… «ليس بالدواء وحده» إنما بأمور أخرى أيضاً، يكتشفها القارئ من خلال «ميني سيرة» تبلغ من الشفافية ما يجعله يُفاجأ حيناً ويندهش حيناً آخر ويتعاطف حتى يكاد يشعر بشيء من الوهن والألم الذي عاشته هدى ـ «البطلة» خلال تنقله بين الصفحات والمراحل التي اجتازتها.

ففي كتاب يقع في نحو 200 صفحة من القطع المتوسطة (صادر عن دار النهار)، ويحمل غلافه صورة شديد تقرع جرساً وكأنها في ذلك تعلن انتهاء «حصتها» من المرض والعلاج حتى البراء منه، تروي أشدّ مراسِلات تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال» صلابةً وتماسكاً في تأدية مهَمّتها الإعلامية مباشرة من «تحت النار» وفي أكثر المناطق سخونةً، رحلتها مع التعب والسير على حافة الانكسار.

ربما يصحّ القول هنا إن للإنسان من اسمه نصيبا، فكانت لهدى عزيمةٌ «شديدة» مكّنتها من الصبر على ألم طفولة عاشتها في ميتمٍ من دون يتم، وألم حبّ كبير فرّقه السرطان قبل عقود… ثم آلام المرض نفسه الذي باغتها بعذاباته لكنها تغلّبت عليه… ثأراً لزوجها ربما، ولأحلامها التي إن لامسها شيء من اليأس لا تستسلم… أكيد.

إيقاع الكتاب الذي يتراوح بين «صدمة» الإصابة بالمرض و«مفاجأة» الشفاء منه، يترافق مع كثير من الأفعال والانفعالات، من أحداثٍ مهمة وأخرى تفصيلية تبيِّن يوميات هدى بين لبنان والولايات المتحدة، ومن منسوب يعلو ثم ينخفض من مشاعر الحزن والتعب والألم والإحباط، وآخر ينخفض ثم يعلو وفيه مشاعر الفرح والإصرار والمثابرة والتفاؤل. وما يكاد يكون ثابتاً وسط مزيج الأضداد والتناقضات في هذه التجربة ـ الكتاب، هو صور هدى الموزَّعة بين النصوص، وفيها الابتسامة التي إن خدّرها الألم أحياناً تظل عصيّةً على الانكسار دائماً.

تحت عنوان «ليس بالدواء وحده»، كتبت هدى شديد عن مرضها خلال مراحل هذا المرض. فتعرّت أمام مرآة الكتابة؛ روَت ووصفت ما تعيشه، وتصالحتْ مع ما كانت عاشته وظلّ يقضّ عليها أيامها. هي لم تكن تنوي نشْر هذه النصوص في كتاب لأنها لم تتوقّع أصلاً الشفاء من السرطان. حتى أن أوّل نص كتَبته خطّته على نيّة وداع جمهور الشاشة التي تطلّ عبرها، لاسيما في طرابلس وعرسال وصيدا. ففي ذلك الحين، وقبل أن تكتشف إصابتها، كانت على تماس مع هؤلاء الناس. تنقل يومياً معاناتهم وسوء ظروفهم وسط الاشتباكات. فكان ما كتبتْه أمام هول المُصاب وداعاً لمن تواصلتْ معهم كل يوم على طريقتها.

… ثم توالت النصوص بعد ذلك كمتنفس من الضغوط. كانت الورقة والقلم «فشة خلق» تبث إليهما تلك المشاعر الثقيلة التي ما أرادت أن ترتسم على وجهها فيعرف الناس مقدار الألم الجسدي والمعنوي الذي يحتلّها من رأسها حتى أخمصها.

«كنتُ أرسل عبر الإيميل تلك النصوص ما أن أكتبها إلى الأستاذ رفيق شلالا (المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية )»، تقول شديد لـ «الراي» مشيرةً إلى أن«شلالا كان يشجعها ويخبرها أن ما تكتبه سينشر في كتاب… كتاب؟ هذا ما كانت تطمح إليه هدى أصلاً. لكن ليس خلال عملها، ولا عن مرضها، فهي كانت تعتزم الكتابة الروائية بعد(التقاعد)من عملها الإعلامي. غير أن رياح المرض غيّرت مجرى سفينتها، وهي توقّعت لها(الغرق)». إذ تقول:«لطالما جالت في رأسي فيرال أن هذا الكتاب سيُنشر بعد رحيلي، فأنا شعرت بأنني لن أكون موجودة حينها، وككل مريض اعتقدتُ أن هذا المرض لم يأتِ كي يذهب، وخصوصاً أن زوجي أصيب بهذا المرض وتوفي من جرائه. وبالتالي لم أكن أتوقع شفائي منه مهما كنتُ قوية».

بالنسبة لشديد شكّلت كتابة النصوص- الكلمة تلو الكلمة – رحلة علاجٍ من نوع آخر. مصالحة مع الذات ومع الحياة ومع المرض نفسه. ففيه «كانت عودة إلى الذات ومصارحة مع كل ما نمرّ به في حياتنا من دون أن نفهمه في حينه»، تقول هدى، شارحةً: «على سبيل المثال لم أكن متصالحة مع واقع أنني نشأتُ في ميتم، ولم أسامح أهلي على هذا الموضوع حتى مرضي، فحينها استعرضتُ الأمور وتصالحتُ معها وفهمتُ أنه لم يكن لدى أهلي خيار سوى وضعي في مدرسة داخلية لأننا كنا مهجّرين بسبب الحرب وما أرادوا لي أن أخسر سنوات دراسة».

اللافت في الكتاب والذي يحمل في الوقت عيْنه الكثير من تفسير عنوانه، هو ذاك الحضور«النوعي»للأشخاص في حياة هدى لا سيما في مرحلة المرض ورحلة العلاج؛ أسماء لأصدقاء وزملاء وأقارب تكرّرت بين الصفحات، بعضها معروف خصوصاً في الحقليْن السياسي والإعلامي وبعضها الآخر يكفي أن تكون شديد على معرفة به حتى يكون لوجوده ذاك التأثير الإيجابي.

ولعل شديد، التي توضح لـ «الراي» أنها تحاول في كل المواقف أن تُظهِر لهؤلاء من أهل وأصدقاء وزملاء أنها حاضرة دائماً لرد الجميل، أرادتْ بالسرد والوصف أن يكون في هذا الكتاب شيء من العرفان لهؤلاء تقديراً لموقفهم و «وقفتهم إلى جانبها والتي ساعدتْني على فهم أن عليّ واجب المواجهة وعدم الاستسلام، لأن من حولي أهل وأصدقاء متمسكون بوجودي ولا يريدونني أن أرحل».

«ليس بالدواء وحده» ، الذي كُتب بلغة مخضّبة بالألم لا تلبث أن تشعّ بالأمل، رحلة واقعية موثّقة بالحالة والشعور لمرضى السرطان، وهو مرجعٌ للتفاؤل بأن الهزيمة أمام هذا المرض ليست قدَراً. هذا هو الانطباع الذي يتركه الكتاب في نفس مَن يقرأه، فما بالك بمَن يعاني الأعراض والآلام والهواجس نفسها. و«لأن هذا الكتاب يحاكي كل مَن يعيش هذه الحالة الإنسانية بمعزل عن الدين والبلد واللغة»، تأمل شديد عبر«الراي»أن يُترجم إلى لغات أجنبية منها الفرنسية والإنكليزية وأن يصل إلى كل مَعارِض الكتب، ولا سيما أنه «تحدث بلسان كل مريض يواجه في حياته مرضاً عضالاً ولا يستطيع التعبير بالمعنى المادي والمجازي عن معاناته».
https://www.alraimedia.com/article/683408/محليات/هدى-شديد-هزمت-السرطان-وثأرت-منه-لزوجي

                     
السابق
كم عمر تشافي
التالي
من هى ريم الشريف ويكيبيديا

اترك تعليقاً