اخبار حصرية

من هو الرئيس الذي يبقى نائم

المحتويات

من هو الرئيس الذي يبقى نائم

ميشال نعيم عون (ولد في 30 سبتمبر/أيلول 1933)[2][3] هو رئيس الجمهورية اللبنانية الثالث عشر والحالي منذ 2016.

ولد في حارة حريك، وانضمّ إلى الجيش في 1955. كان مقربًا من الجبهة اللبنانية وإسرائيل خلال السنوات الأولى من الحرب، وترقّى في 1984 إلى قائد الجيش. في 1988، عيّنه أمين الجميل مع نهاية ولايته رئيسًا لحكومة عسكرية إنتقالية بعد فشل مجلس النواب بانتخاب خلفٍ له. واجه هذا القرار معارضة داخليّة وأدى إلى نشوء نزاع بين حكومتين، الأولى برئاسة عون وتحظى بدعم المسيحيين والعراق، والثانية برئاسة سليم الحص وتحظى بدعم المسلمين وسوريا.


أعلن عون “حرب التحرير” على سوريا، مطالبًا بانسحابها من لبنان، كما عارض اتفاق الطائف، ولم يعترف بشرعية الرئيسين رينيه معوض وإلياس الهراوي. تطوّرت خلافاته مع سمير جعجع إلى اشتباكات مسلّحة بين الجيش والقوات اللبنانية عرفت بحرب الإلغاء، على الرغم من تحالفهما في البداية. في 13 أكتوبر 1990، شنّت القوات السورية عملية حاسمة اقتحمت فيها معاقل عون في بيروت الشرقية والقصر الجمهوري، وانتهت معها الحرب الأهلية.

لجأ عون إلى السفارة الفرنسية حيث أعلن استسلامه، ثم انتقل إلى فرنسا بعد منحه اللجوء السياسي. في المنفى، أسّس التيار الوطني الحر، ولعب دورًا أساسيًا في إقرار الكونغرس الأمريكي قانون محاسبة سوريا. في 2005، عاد عون إلى لبنان بعد انسحاب الجيش السوري إثر ثورة الأرز، وترأس كتلة التغيير والإصلاح بعد انتخابه نائبًا عن دائرة كسروان. وقّع مذكرة تفاهم مع حزب الله وإنضم إلى تحالف 8 آذار، وشارك في اعتصام المعارضة ضد حكومة السنيورة.

بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان الرئاسية في 2014، بدأت فترة الشغور الرئاسي بسبب عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس جديد. فرض عون نفسه مرشحًا للمنصب، ونجح في الحصول على دعم جعجع وسعد الحريري، ما أدّى إلى انتخابه رئيسًا في الجلسة الانتخابية السادسة والأربعين. كلّف عون الحريري ليترأس الحكومة، وأجريت الانتخابات النيابية في 2018 لأول مرة منذ 2009.

في 2019، تعرّض لبنان لأزمة إقتصادية حادّة بسبب عدم توفّر الدولار الأمريكي في السوق اللبنانية، وساهمت جائحة كوفيد-19 في تأجيجها، نتج عنها احتجاجات واسعة في مختلف مناطق لبنان.

النشأة

ولد ميشال عون عام 1933 في حارة حريك بمدينة بيروت، لعائلة مارونية تعود أصولها إلى المكنونية في جزين. أنهى دراسته الإبتدائية في المدرسة الرسمية، ثم إنتقل إلى مدرسة الفرير في فرن الشباك ثم مدرسة القلب الأقدس، وحصل على شهادة في الرياضيات.

تطوع في الجيش اللبناني في عام 1955 كتلميذ ضابط، والتحق بالمدرسة الحربية. بعد ثلاث سنوات، تخرّج برتبة ملازم في الجيش.

السيرة العسكرية

بعد تخرجّه من المدرسة الحربية، نقل ميشال عون الملازم الحديث في الجيش إلى فوج المدفعية الثاني في 1958، وأُرسل إلى فرنسا ليحظى بتدريب عسكري في شالون أن شمباني. عاد إلى لبنان في السنة التالية، ورقّي إلى ملازم ثاني في 30 سبتمبر.

كان عون يمارس مهامه العسكرية خلال انقلاب الحزب السوري القومي الاجتماعي في 1961، وتم مكافئته بوسامٍ على ذلك. حظي بتدريبٍ في فورت سيل في أوكلاهوما، وبات مساعداً لفوج المدفعية الثاني، ثم معاونًا لقائد كتيبة المدفعية الثانية وقائدًا للمفرزة الإدارية وآمرًا لسرية القيادة والخدمة في 1970.

مع بداية الحرب الأهلية، كان قائدًا لسلاح المدفعية الثانية، وشارك في معركة تل الزعتر، ويدّعي بأنه وضع خطة حصار واقتحام المخيمّ، وقاد الهجوم الذي أدّى إلى تدميره وتهجير سكّانه من اللاجئين الفلسطينيين.

صورة تظهر عون إلى جانب أحد ضباط الجيش الإسرائيلي في بيروت، 1982
وفقاً للصحافي الفرنسي آلان مينارغ، حظي عون بعلاقات قويّة مع بشير الجميل وإسرائيل. حمل عون لقب “جبرائيل” ونال إعجاب الجميل بسبب فعاليّته في المواجهات ضد الفلسطينيين، وكلّفه إلى جانب أنطوان نجم بإعداد تقرير “دراسة لقيام بشير بالاستيلاء على السلطة” تمهيدًا لوصوله إلى رئاسة الجمهورية في 1982. كما اقترح عون عليه توقيع اتفاقية إعتراف متبادل ودفاع مشترك بين لبنان وإسرائيل، وقام بدوريّات مشتركة مع جنود إسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك، فإنّه قد التقى بوزير الدفاع الإسرائيلي آريل شارون في إسرائيل.

في 1983، أعيد تنظيم الجيش وقسّم إلى ثمانية ألوية مشاة، وعُيّن عون قائدًا للواء المشاة الثامن. تمركز اللواء في سوق الغرب وقفيون وبسوس بمهمّة الدّفاع عن بيروت الشرقية أثناء حرب الجبل، التي تكبّدت فيها حكومة أمين الجميل خسائر بالغة أدّت إلى سقوطها وانقسام الجيش إلى مجموعات طائفيّة.

في 23 يونيو 1986، عيّن عون قائدًا للجيش اللبناني مكان إبراهيم طنوس، وقد كان عاشر من يتولّى هذا المنصب منذ انتقال الجيش إلى سلطة الجمهورية اللبنانية في 1945. بعمر 49، يعتبر عون أصغر قائد جيشٍ منذ ذلك الحين.

رئيس الوزراء

بعد تعذّر انتخاب رئيس جمهورية جديد، أقال الرئيس أمين الجميل، في الدقائق الأخيرة من ولايته، الحكومة الحالية التي ترأسها سليم الحص بعد إغتيال رئيسها الأصلي رشيد كرامي وأعلن تشكيل حكومة إنتقالية عسكرية برئاسة قائد الجيش ميشال عون. تكونّت الحكومة من ستة عسكريين منهم ثلاثة مسيحيين وثلاثة مسلمين. بعد تشكيل الحكومة، إعتذر الوزراء المسلمون عن المشاركة بها، لكنّ البعض، ومنهم أمين الجميل، أكّد أنّ ذلك حدث رغمًا عنهم وتحت ضغوط من سوريا. بدعم من الأخيرة وحلفائها الداخليين، أعلن سليم الحص رفضه لقرار إقالته وإعتبره غير شرعي. أدى ذلك إلى قيام حكومتين، الأولى برئاسة سليم الحص في بيروت الغربية، وذات أغلبية مسلمة، والثانية برئاسة ميشال عون في بيروت الشرقية، ذات أعضاء مسيحيين. تولّى ميشال عون بالإضافة إلى رئاسة الحكومة، وزارتي الدفاع الوطني والإعلام، ثم كلّف بوزارات الخارجية والتربية والداخلية بعد إنسحاب الوزراء المسلمين.

قرار الجميل واجه الكثير من التساؤلات والإعتراضات، خاصةً وأنه يخالف الميثاق الوطني والذي يقتضي بأن يكون رئيس الحكومة دائمًا مسلمًا سنيًا. لكنّه برر ذلك بأن الميثاق الوطني نفسه يكفل حق الموارنة برئاسة الجمهورية، وأن صلاحيات رئيس الجمهورية تنتقل إلى رئيس الحكومة في ظلّ غيابه.، ورأى أن من حق الموارنة أن يحصلوا على على منصب رئاسة الحكومة مؤقتًا بعد عجز مجلس النواب عن إنتخاب رئيس جمهورية جديد خلفًا له. وشبّه ذلك بتعيين قائد الجيش فؤاد شهاب الماروني رئيسًا للحكومة الإنتقالية بعد استقالة رئيس الجمهورية بشارة الخوري.

في 14 مارس 1989، بعد محاولة ميشال عون استعادة سيطرة الدولة اللبنانية على الساحل اللبناني، وتحويل الموانئ غير الشرعية التي أستخدمت بكثافة خلال الحرب الأهلية لنقل الأسلحة والبضائع إلى السلطة القضائية، قامت سوريا كردٍ على ذلك بقصف القصر الجمهوري في بعبدا ومقرّ وزارة الدفاع في يرزة. أدّى ذلك لإعلان عون الحرب على القوات السورية. في حين أن الأخيرة تتمتع بعمق إستراتيجي وسلاح أفضل وعدد أكبر من الجيش اللبناني، حيث تواجد في لبنان في ذلك الوقت أكثر من 40,000 جندي سوري، راهن عون على أفضلية المواقع التي يسيطر عليها ودعم السكان المحليين والميليشيا الحليفة القوات اللبنانية. حصل السوريون على دعم الولايات المتحدة برئاسة جورج بوش مقابل إنضمامها لقوات التحالف ضد العراق في حرب الخليج الثانية. إنتقد عون الدعم الأمريكي لسوريا وتقرّب من صدام حسين، الذي زوّد القوات المسلحة اللبنانية بالأسلحة.

في أكتوبر 1989، توصّل أعضاء مجلس النواب اللبناني إلى اتفاق الطائف من أجل حل النزاع اللبناني الطويل الأمد. تبيّن لاحقًا أنّ رفيق الحريري كان يحضّر لهذا الإتفاق منذ سنتين بالتعاون مع المملكة السعودية. رفض عون الإتّفاق، واعتبر أن من يوقّع ويوافق عليه خائنًا لوطنخ وأصدر مرسومًا يقضي بحل مجلس النواب لمنعه من إكمال الاتّفاق. يعود سبب معارضة عون الرئيسي إلى وجود بندٍ يسمح للجيش السوري بالانتشار على كامل الأراضي اللبنانية، ولا يحدد آليّة ولا مهلة زمنيّة لانسحابه من البلاد.

بعد توقيع الاتّفاق على الرغم من معارضة عون، إجتمع مجلس النواب في قاعدة مطار القليعات، وقام بانتخاب رينيه معوّض رئيسًا للجمهورية اللبنانيّة. بعد 17 يومٍ فقط، أغتيل معوض بعد الاحتفالات بعيد الاستقلال في 22 نوفمبر 1989، وأتّهم عون بأنه وراء هذه الحادثة، غير أن البعض يحمّل سوريا وإسرائيل المسؤولية. إجتمع النّواب مجددًا في بارك أوتيل شتورا، وأنتخبوا إلياس الهراوي ليتولّى المنصب. أعلن الهراوي إقالة عون من قيادة الجيش، وعيّن إميل لحود مكانه، كما أمره بالخروج من القصر الجمهوري في بعبدا على الفور، دون أي تجاوب من عون.

عون مرتديًا زيه العسكري في 1988
بعد طلبه مساعدةً دوليّة غير مشروطة، لم يجد عون دعمًا من أحد إلا رئيس العراق صدام حسين، ولذلك تضرّر وحكومته كثيرًا بسبب حرب الخليج. مع مرور الوقت توتّرت العلاقة بين الجيش والقوات اللبنانية، خاصة بعد موافقة سمير جعجع على اتّفاق الطائف. في نهاية ديسمبر 1989، زار ضباط في الجيش اللبناني، وأمرهم بتحضير لمعركة كبيرة “لتكنيس الفخّار المكسّر”. لهذا السبب تسمّى المعارك بين الجيش اللبناني تحت قيادة عون والقوات اللبنانية حرب الإلغاء. في يناير 1990، هجم الجيش اللبناني على مدرسة قمر العسكرية في عين الرمانة التي تنتمي للقوات اللبنانية، وسيطر عليها. حصل ذلك بعد أن صرّح عون أنه لا يحق لأحد أن يحمل السلاح بإستثناء الجيش اللبناني. على عكس توقّعات عون، كان جعجع جاهزًا للمعركة، ودامت ستة أشهر إضافية، وتسببت في إضعاف الطرفين والقوى المسيحيّة عمومًا، وأدّت إلى إقتحام الجيش السوري الأراضي المسيحيّة للمرة الأولى. في 12 أكتوبر 1990، عون نجى من محاولة إغتيال عبر رجل مسلّح بين الجماهير.

في 13 أكتوبر 1990، بعد حملة أرضيّة وجويّة، سيطرت القوات السورية على جميع الأراضي التابعة للجيش اللبناني. تحت ضغط من الجيش السوري والقوات اللبنانية، حوصر في القصر الجمهوري في بعبدا، وطلب منه الانتقال إلى السفارة الفرنسية لإعلان إستسلامه. وهذا ما حصل بالفعل، حيث أعلن عون إستسلامه عن طريق الراديو، ودعا كافة قطع الجيش وألويته وأفواجه إلى أخذ الأوامر العسكرية من قائد الجيش الجديد العماد إميل لحود. لكنّ سوء الاتصالات بسبب القصف الثقيل في مناطق المعارك أدّت إلى عدم وصول خبر الإستسلام إلى بعض الوحدات في الجيش. نتيجة لذلك، إستمرّت هذه الوحدات بالقتال، ونتج عن ذلك معارك دموية خصوصًا في ضهر الوحش، لكنّها إنتهت بإنتصار الجيش السوري وإقتحامه قصر بعبدا. عرفت هذه الأحداث بمجزرة 13 تشرين الأول، وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 700 قتيل و2000 جريح من مدنيين وعسكريين

عودة مظفرة إلى لبنان عام 2005

بعده جغرافيا عن لبنان، لم يؤدِّ إلى تراجع شعبية “الجنرال” رغم المحاولات السورية لتهميش المسيحيين وحرمانهم من زعيم مستقل. حافظ ميشال عون على تواصله مع أنصاره وقام بتأسيس “التيار الوطني الحر”، وهو حزب سيادي ناضل من أجل خروج 35 ألف جندي سوري من لبنان.

عام 2001 تغير الوضع الإقليمي مع إعلان الولايات المتحدة بقيادة جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وتعيين بشار الأسد خلفا لوالده الراحل حافظ وتصنيف سوريا ضمن دول محور الشر. كل هذه المعطيات الجديدة دفعت “بالجنرال” إلى الخروج عن صمته، وشهد عام 2003 أمام الكونغرس الأمريكي ضد النظام السوري، الذي خضع لاحقا لعقوبات اندرجت تحت ما سمي بقانون محاسبة سوريا.

لبنان ينفي وفاة الرئيس ميشال عون - وكالة سند للأنباء

                     
السابق
ما هو الشيء الذي يقرصك ولا تراه حل لغز
التالي
لماذا تاء الموت مفتوحة وتاء الحياة مغلقة

اترك تعليقاً