سؤال وجواب

شرح سورة الكهف من الاية 32 الى 44 للصف العاشر؟

شرح سورة الكهف من الاية 32 الى 44 للصف العاشر؟ , أهلا وسهلا بكم أعزائي الطلاب والطالبات عبر منصة فيرال , لقد عُدنا لكم اليوم بسؤال جديد سنقوم بتحضيره لكم من خلال موقع فيرال , حيث نستعرض لكم من خلال السطور التالية شرح سورة الكهف من الاية 32 الى 44 للصف العاشر؟ , تابعو معنا الأن تحضير الاجابة النموذجية للسؤال التعليمي : شرح سورة الكهف من الاية 32 الى 44 للصف العاشر؟…

المحتويات

شرح سورة الكهف من الاية 32 الى 44 للصف العاشر؟

بكل دواعي السرور والسعادة نطل عليكم طلابنا وطالباتنا الغوالي لنفيدكم بكل ما هو جديد من حلول فنحن على موقع فيرال نحاول جاهدين أن نقدم لكم الحلول المناسبة والأسئلة المميزة والنموذجية ونعرض لكم شرح سورة الكهف من الاية 32 الى 44 للصف العاشر؟


معاني المفردات

{جَنَّتَيْنِ}: بستانين.

{وَحَفَفْنَاهُمَا}: أحطناهما.

{يُحَاوِرُهُ} المحاورة: مراجعة الكلام في المخاطبة.

{نَفَراً}: أنصاراً وأعواناً.

{تَبِيدَ}: تفنى.

{قَائِمَةً}: كائنة.

{حُسْبَانًا}: أصل الحسبان السهام التي ترمى لتجري في طلق واحد… وأصل الباب الحساب، وإنما يقال لما يرمى به حسبان لأنه يكثر كثرة الحساب. والمراد بها هنا الآفة المهلكة.

{صَعِيدًا }: أرضاً لا نبات فيها.

{زَلَقًا}: أرضاً ملساء مستوية لا نبات فيها. وأصل الزلق ما تزلق عليه الأقدام ولا تثبت.

{غَوْرًا}: ما ذهب وغار في الأرض.

{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}: كناية عن الهلاك.

{يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ}: كناية عن الندم.

{خَاوِيَةٌ}: خالية، فارغة، هاوية.

{عُرُوشِهَا}: العروش جمع عرش وهو السَّقف. والمراد به هنا الكروم التي سقطت على الأرض.

{عُقْبًا}: عاقبة.

الإيمان هو الثروة الحقيقية

وينطلق القرآن في الاتجاه المتمثل في رفض اعتبار الثروة المالية قيمةً حياتيةً كبيرةً بعيداً عن الإيمان ومسؤوليته، فيصوّر لنا صورة رجلين، يملك أحدهما الثروة والجاه والولد، بينما لا يملك الآخر ما يملكه صاحبه، ولكنه يملك الإيمان بالله، والإحساس بعظمته وبفضله على الإنسان في كل شيء، ما يجعله يحسُّ بنعم الله عليه في كل مظهر من مظاهر وجوده، ويعرف ـ إلى جانب ذلك ـ قيمة الحياة ودورها ووظيفتها في مسؤولية الإنسان، فلا يستسلم لنعيمها، ولا يضعف أمام شقائها، لأنه يعلم أن ذلك كله بيد الله، الذي اقتضت حكمته أن يزول ذلك كله، فلا يبقى للإنسان منه إلا النتائج العملية لما قام به من دور في الحياة.

وبهذا يتجسّد لنا الفارق الكبير بين العقليتين والاتجاهين في فهم الحياة، من خلال الحوار الذي أداره القرآن الكريم بين الرجلين، لنستوحي منه الفيرال التي تحكم الموقف في حساب القيم والمعاني الكبيرة في الإسلام.

إنها الصورة الرائعة التي يجسّدها لنا القرآن في أسلوبه الرائع. فنحن نرى ـ في الصورة ـ أن صاحب الجنتين قد بدأ الحوار مع صاحبه من موقع الإحساس بالقوة والفوقية والامتياز، بسبب ما يملك من كثرة المال والأتباع، فكان خطابه ـ معه ـ ينطلق من محاولته لإخضاعه نفسياً، بمواجهته بواقع الفارق الكبير بينهما، وتميزه عنه.

{وَاضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ} من هذا المجتمع المتنوع المتناقض، الذي يحمل في داخله الكثير من العقليات المختلفة في مسألة وعي القيم المادية والروحية في الحياة، فهناك الذين يعتبرون المادة كل شيء، فهي الأساس في المستوى الكبير والصغير في قيمة الإنسان، وهي العمق الذي تكمن فيه المشاعر الإنسانية التي تحكم العلاقات، وهناك الذين يعتبرون القيمة الروحية الأساس في احتواء العلاقات الإنسانية، والتحكم في حركة الواقع، والارتفاع به إلى المستوى الأعلى في الحياة عندما ترتفع في وجدان الإنسان، أو تنخفض به إلى المستوى المنحدر فيها، مما يؤثر سلباً على مشاعره. وهكذا يتقابل هذان الرجلان أمام التناقض في المشاعر والمواقف في ما يتمثل به واقع كل منهما في طبيعة العيش. وقد أراد الله أن يصور لنا هذين الرجلين اللذين {جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ}، حيث تتهدل العناقيد كمثل اللآلىء في أعالي الكروم، {وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} يحيط بهما فيعطيهما جمالاً وشموخاً وارتفاعاً، {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} تخضرُّ به الأرض وتزهو وتزدهر وتنتج الكثير مما يغذي الروح والجسد والبصر… {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمِ مِّنْهُ شَيْئًا} فقد أعطت كل نتاجها الشهي، ولم تنقص منه أيَّ شيء {وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً} يسقي الكروم والنخيل والخضرة المتنقلة في كل مكان، فيمنحها الحياة والنمو والازدهار. ثم نلاحظ استسلام صاحب الجنتين لحالة الرخاء والنعيم اللذين يتمتع بهما، واعتقاده استمرار ذلك كله في شعورٍ طارىءٍ بالخلود، وثقة كبيرة بالمستقبل كله في الدنيا والآخرة، لو كان هناك آخرةٌ ـ كما يوحي تفكيره ـ انطلاقاً من إحساسه بضخامة شخصيته، على أساس أن حالته المالية والاجتماعية تفرض علوّ شأنه، ورفعة منزلته، وكرامته لدى الله. ولهذا، فإنه مطمئن إلى وضعه كل الاطمئنان.

تفكير من يركن إلى دنياه

{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لَصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَاْ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} فلديّ المال الكثير الذي لا تملك إلا القليل منه، ولديّ الأتباع الكثيرون، بينما لا تجد إلا القليلين منهم معك، فكيف تقف أمامي، كما لو كنت في المستوى الواحد الذي أقف عليه؟ {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} لأن أفكاره خيالية لا ترتكز على أساس من الواقع، وخطواته العملية لا تنطلق في الطريق المستقيم، ولا تلتقي بالإيمان بالله من قريبٍ أو من بعيدٍ. ومضى يسير في مشيته الزاهية بالكبَر والخيلاء، وهو يعيش أحلام الخلود في ذاته وفي ملكه، كما لو لم يكن هناك موت. {قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـذِهِ أَبَداً} فهذه الخضرة التي تزهو بالحياة بكل جنباتها، وهذه الينابيع المتدفقة في ساحاتها، وهذه الأشجار الشامخة في أجوائها… هي المظهر الحيّ على قوّة الحياة في داخلها، ما يجعل فيرال فنائها فيرالً لا تملك أيّة واقعيةٍ وأيّ احتمال.

{وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَة} فلا مسؤولية خارج نطاق الحياة. وإذا كانت المسألة ـ كما يقولون ـ تحمل بعض الجدية، فإن مركزي يخوّلني الحصول على موقع مميز، تكون الآخرة فيه هي صورة الدنيا التي أتقلّب فيها على فراش النعيم، وأتحرك فيها في مواقع المجد. {وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً} لأن الآخرة تمثل المستوى الأعلى للنعيم الذي يمنحه الله للإنسان بدلاً من نعيم الدنيا.

وهكذا كانت صورة هذا الإنسان الذي يستريح للواقع الحاضر، فلا يفكر في مفاجآت المستقبل، ولا يتعمّق في العناصر التي تحكم هذا الواقع وتحدد دوره وحجمه وامتداده. أما صاحبه المؤمن الفقير، فتتجسّد لنا صورته الوديعة القوية في موقفه الساخر من ذلك كله، فهو لا يعتبر الثراء قيمةً كبيرةً ترتفع بصاحبه في حساب القيم، ولا يرى فيه ضمانةً قويّةً للمستقبل تبعث على الاطمئنان به والاستسلام له، لأن كل شيء في الدنيا معرّضٌ للزوال بين لحظة وأخرى، بينما الله هو الثابت الوحيد، منه نأخذ القوة، لأنه مصدر القوة في الوجود وفي معطياته، وهو أساس الثقة بالمستقبل، كما كان أساس الثقة بالماضي.

ونراه يقف ـ في حواره مع صاحبه ـ في موقع الإنسان الرساليّ الذي يستنكر على هذا الغني المزهوّ بغناه، كفره باليوم الآخر ونسيانه لله، ويبدأ في تذكيره بنعم الله عليه، وحاجته إليه في كل شيء، ليبقى مشدوداً إليه في حال الإحساس بالقوّة، كما يشعر بالارتباط به في حال الإحساس بالضعف، لأن القوّة به، يهبها لمن يشاء، ويسلبها ممن يشاء.

موقف المؤمن الرسالي من الركون إلى الدنيا

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} ثم كما لو كانت الحياة قد وجدت صدفةً، وتحركت من اللاشيء، وليس لها خالق ومدبِّر. كيف تتكلم بهذه الطريقة التي تجعلك تستغرق في ذاتك وفي مالك، من دون أن تتحسس مسؤوليتك أمام الله؟ كيف وُجِدْت؟ ألم تكن تراباً، ثم تحوّلت إلى نطفة، ثم امتدت عملية النموّ حتى تحولت إلى مخلوق سويٍّ، ثم صرت رجلاً؟! فمن الذي خلقك، هل خلقت نفسك أم خلقك أحدٌ؟ هل هناك غير الله الذي خلقنا وكلّفنا تحمّل مسؤولية الحياة؟ ولكنك استسلمت لنزواتك بعد أن رأيت الإيمان يحملك المسؤولية في حياتك، ورأيت في المسؤولية عبئاً ثقيلاً على شهواتك وأطماعك، فكفرت لا عن قناعة، بل عن عقدة تتحرك من موقع نزوة.

{لَّكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} فقد وعيت حقيقة الألوهية، وأدركت حقيقة التوحيد من خلالها، ورأيت أن التوحيد يتحرك في خط العقيدة بالإيمان بالإله الواحد، وفي خط العمل بعبادة الله الواحد. وهكذا وقف ليدخل معه في الحديث عن العقيدة، ليؤكد موقفه بقوة وصدق وحسم… وامتد الحديث بعد ذلك إلى أجواء المال والولد.

أما كثرة المال وكثرة الولد، التي تقابلها قلة المال وقلة الولد لدى هذا المؤمن، فليست شيئاً، ما دام الله هو الذي يعطي، وما دام المؤمن يشعر بالارتباط به، فما المانع من أن يعطيه الله خيراً من جنته، وما الذي يمنح الغني الأمان، بأن لا يرسل الله على هذا كله حسباناً من السماء، فتصبح الأرض مقفرةً بعد اخضرار، أو ظمأى بعد ارتواء.

الحياة خاضعة لمشيئة الله

{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} فلم تستغرق في داخل ذاتك، ولم تستسلم إلى قوتك وإلى الأسباب المحيطة بك، بل عشت مع الله في شعور عميق بالحاجة المطلقة إليه في كل تفاصيل وجودك، كما كنت محتاجاً إليه في أصل وجودك، فتعرف أن الحياة كلها خاضعة لمشيئته، وأن كل قوة مستمدة من قوته، وبذلك تنفتح على جنتك انفتاح الحذر الذي لا يعرف ماذا يحدث لها لأنه لا يعلم مشيئة الله فيها، فلا يثق بما تحمله من أحلام، لأن الغيب قد يحمل لها الكثير من الأوضاع التي قد تقلبها رأساً على عقب.

المقارنة بين الإيمان والمادة

وهنا يلتفت إليه، ليدخل في عملية المقارنة التي أثارها هذا الغني المترف بين ما يملكه من مال وولد، وبين ما يملكه هذا العبد المؤمن الفقير، ليثير أمامه الفيرال الإيمانية التي توحي للمؤمن بأن يكون بما عند الله أوثق منه بما عنده، ما دامت المسألة في خط العطاء وخط المنع متصلةً بالله. {إِن تَرَنِي أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَدًا} فليست هذه هي مشكلتي التي أعيش السقوط أمامها أو الضياع فيها، لأن هناك نافذةً واسعةً في روحي وفي عمق إحساسي بالقدرة المطلقة لله والمتصلة برحمته الشاملة، تطلّ بي على المستقبل في انفتاحه على الأمل الكبير المنطلق من الله.

{فعسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ} فيعطيني كما أعطاك، بل ربما يعطيني أكثر مما أعطاك، وقد يسلبك كل ما لديك عقاباً على هذا الغرور الأهوج وهذه الكبرياء الطاغية في التعاطي مع الآخرين. {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ} وهو كناية عن الحدث الذي يسبب هلاك الأرض وزوال كل ما فيها من خضرة وريعان {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} أي أرضاً ملساء مقفرة لا شجر فيها ولا نبات، {أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْرًا} ذاهباً في باطن الأرض، {فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} لأنه غاب في أعماقها فلا يعثر عليه أحد.

عاقبة المغرور بدنياه

وتكتمل الصورة بالمشهد الأخير للقصة، فنشاهد أمامنا هذا الإنسان، وقد أحيط بثمره، يقلب كفيه على ما أنفق فيها من ثروته ويقول: {يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}.

{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} من كل جهة، فلم يبق هناك أيّ أثر للحياة فيه، بل أصابه الهلاك والفناء من كل جانب، وأحس أمام ذلك بالضياع والسقوط، فقد فَقَدَ كل شيء لأنه صرف كل ثروته في هذه الأرض، لتكون الضمانة له في مستقبل حياته، وها هو الآن يواجه مصيرها المحتوم، فنتمثله حائراً ضائعاً لا يملك أيّ شيء {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا} من مال، {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} وذلك كناية عن كمال الخراب ـ كما قيل ـ فإن البيوت الخربة المتهدّمة تسقط أولاً عروشها ـ أي سقوفها ـ على الأرض، ثم تسقط جدرانها على عروشها الساقطة ـ والخوي السقوط ـ ويشعر في هذا الجو بالحسرة الكبيرة على موقفه المتمرِّد على ربه، إذ إنّه أشرك به في العقيدة والعبادة.

{وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا} ولم أبتعد عنه في ما أراده لي من الخير في خط الإيمان، وفي حركة الطاعة التي لا تتحرك بالإنسان وبالحياة إلاّ إلى الحق والخير والصفاء والطهارة.

الإيمان بالله هو الحقيقة الثابتة

ويتجسّد ـ في نهاية المطاف ـ الدرس الرائع، حيث نجد الإنسان الطاغي المتجبِّر، المزهوّ بذاته وبثرائه، عارياً من كل شيء أمام الحقيقة الكبيرة التي تملأ الكون كله، فلا نرى هناك إلا الذي يمنح ويأخذ، ويعطي ويمنع، فله الولاية الحق على كل شيء، ولهذا فإن الإيمان به، واللجوء إليه، والاستسلام لأوامره ونواهيه… هو الخط الصحيح الذي ينتهي إلى الثواب الأفضل، والعاقبة الأفضل.

{وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ} من كل هؤلاء الذين كانوا يحيطون به، ويتزلفون إليه، ويضخّمون له شخصيته، ويرفعون له مقامه، ويعرضون أنفسهم للدفاع عنه، وينصرونه في مقابل أعدائه، لأنهم إذا استطاعوا نصرته على الآخرين، فهل يملكون أن ينصروه من الله الذي هو المهيمن على كل شيء بقدرته؟! {وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً} أي ممتنعاً عن عقاب الله لو أراد أن ينتصر لنفسه.

{هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} فهو المالك لكل شيء من الأرض والإنسان والحياة، فهو الذي يملك الأمر كله والتدبير كله، وهو الحق الثابت الذي لا ثبوت ولا وجود إلا له… {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} لمن أطاعه وعبده وآمن به، { وَخَيْرٌ عُقْبًا} لمن اعتمد عليه، فيجد لديه العاقبة الحسنة والأجر الجزيل.

كيف نستوحي القصة؟

ويبقى لنا الأسلوب التربويّ الذي يحوِّل المَثَل إلى قصّةٍ للصغار والكبار، ويحوّل القصة إلى صورٍ حيّةٍ معبرةٍ، في اللوحة الفنية، وفي العمل المسرحيّ الرائع، ليشترك المثل والقصة والصورة والمسرحية في توجيه الإنسان إلى الحقيقة الكونية الخالدة، التي لا يبقى فيها إلا وجه الله.

ولا يقتصر الأمر على السير في أحداث القصة، بل تمتد التجربة الإسلامية إلى استحداث أمثلةٍ جديدةٍ، وحوارٍ جديدٍ يتسع للفيرال في أكثر من جانب من جوانب الفقر والغنى مقارناً بالإيمان والكفر، كأسلوبٍ من أساليب تزاوج الإيمان مع الحياة في حركته الصاعدة أبداً نحو القمة، والممتدة أبداً في رحاب الله.

                     
السابق
من أول الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
التالي
يكمل الطلبة الفراغات الاتية بالكلمات المناسبة الاتصال الآخر ذكائه معرفته الانعزال

اترك تعليقاً